ذكر العالم الاجتماع الفرنسي “إيمانويل تود” في كتابه عنوان (بعد الإمبراطورية: انهيار النظام الأمريكي)، بأن أمريكا بدأت بالانحدار والسقوط النهائي كقوة عظمى، حيث قال ما ترجمته: “بعد سنوات من النظر إليها باعتبارها قادرة على حل المشكلات، أصبحت الولايات المتحدة نفسها الآن مشكلة لبقية العالم”.
أصبح من الواضح مدى استعداء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لقطاعات واسعة من المجتمعات والشعوب، وإحياءه لعقيدة التوسع “الإمبراطوري” في القرن التاسع عشر أو ما تسمى “القدر المحتوم Manifest Destiny” كما جاء في خطاب تنصيبه.
وإليكم بعض ما قاله الرئيس “ترامب”، وتوعد به، ويسعى لتنفيذه بعد أيام قليلة من دخوله البيت الأبيض كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنما دول العالم وجدت لخدمتهم أولاً:
- الدنمارك تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة.
- كندا تصبح الولاية الحادية والخمسين الأمريكية.
- بنما تتنازل عن قناة بنما وإعادة تبعيتها لأمريكا.
- الأردن ومصر يستوعبون الفلسطينيين سكان غزة، وإسرائيل تتوسع.
- السعودية ترفع استثماراتها في أمريكا لتريليون دولار.
- فرنسا تدفع الديون الخارجية لأمريكا في أقرب وقت.
- دول “الناتو” تزيد الإنفاق العسكري بمقدار (2%) اثنين بالمئة من ناتجها القومي.
- الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار وإضعاف روسيا.
- ألمانيا واليابان تدفع مقابل القوات الأمريكية على أراضيها.
- الصين تسمح بصفقة لكيان أمريكي بالاستحواذ على نصف تطبيق مشاركة الفيديوهات القصيرة.
- تهديد مجموعة “بريكس” بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%، إذا ابتعدت عن استخدام الدولار الأميركي.
وما زال في جَعْبَة الحاوي المزيد…
وهذه بعض ردود الضد
- والاتحاد الأوروبي يضع خطة اقتصادية لمواجهة تهديدات ترامب.
- وإعلان رفض مجموعة دول من أمريكا الجنوبية لإجراءات “ترامب” العنصرية.
وغيرهم في الطريق…
الحماقة التي أعيت من يداويها
الغطرسة والتباهي بالقوة وفرض القرارات على الدول والشعوب جزافاً دون أي دبلوماسية سياسية ومصالح اقتصادية مشتركة تؤجج العالم بعمل الضد، ما قد تؤدي إلى انزلاقات كبيرة وصراعات داخلية تهدد كيان الدولة نفسها “فينهار النظام” لكن المعضلة التي ستواجه العالم أن “الإمبراطوريات لا تموت على الفراش” ؛ وعلى الجميع الانتباه جيداً مما يفعله إمبراطور البيت الأبيض الجديد. وكما قال “إيمانويل تود” حيث ذكر : “أصبحت الولايات المتحدة نفسها الآن مشكلة لبقية العالم“!!!
السؤال الضخم جداً الذي يطرح نفسه هو :
هل أمريكا فعلاً دولة مؤسسات، وفصل بين السلطات؟، أم أن الرئيس مجرد “فرعون آخر” منتخب تنتهي معه ما يسمى بـ”الديمقراطية الليبرالية” بمجرد الانتهاء من التصويت؟!
هذا ما سنعرفه خلال سنوات الفترة الرئاسية الأربعة، وكل معدود محدود، والآجال بيد الله، وترجع جميع الأمور لله وحده لا شريك، ولا ند له، وما قدَّره اللّه لا بدَّ من وقوعه بإرادة اللّه وحِكمته وتصريفه، ما شاء اللّه كان وما لم يشأْ لم يكن.
فانتظروا إني معكم من المنتظرين!