هذا المثل القديم: «حجة البليد مسح السبورة»، يربط بين “البلادة” والتحجج بمسح “السنبورة”؛ تلك السبورة الخضراء أو السوداء ذات الطبشور المعفر، وأظنها الآن أصبحت «سبورة فوشيا» فائقة الذكاء تناسب العصر…
على كل حال، الأمثال الشعبية نتاج تَجَارِب، ولها دلالات؛ وبعيداً عن التعليم و”السَبَابِير”، هذا المثل يضرب أيضاً عندما تخرج الحجج الواهية (التضليل) لتسويغ الفشل (الخسارة) بسبب عدم التنظيم (التخطيط التنفيذي)، والمذاكرة جيداً (التهيئة) لتجاوز الاختبارات (الإدارة).
هذا الأمر ينطبق تماماً على شركة “أوبن إيه آي” عندما اتهمت شركة “ديب سيك” بنسخ نموذج الذكاء الاصطناعي الأمريكي، ويتحدثون عن الملكية الفكرية مع أنهم -وغيرهم من الشركات الأمريكية- أول من سرق بيانات المستخدمين -من دون إذن- لتدريب نماذجهم المكلفة جداً؟!!
إن القيود الصارمة التي وضعتها أمريكا، منذ عام 2022، على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين، جعلتها تكثف، وتنسق جهودها مع شركاتها لبناء منظومة بيئية محلية مهيئة (Ecosystem)، تهدف من خلالها إلى تقليل اعتمادها على التقنيات الأمريكية، والابتعاد عن الهيمنة التي فرضتها شركات تصنيع الرقائق المتقدمة، وعلى رأسها “إنفيدياNvidia “، وهو ما قد حصل.
وبغض النظر عن تحول الأمر إلى ساحة رئيسة في الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن النموذج الذي طورته “ديب سيك” مثير للإعجاب، إذ تمكنت “ديب سيك” من تحقيق هذا الإنجاز باستخدام معالجات أقل قوة، وأقل تكلفة؛ ومن الجيد أن يكون هناك منافسين جدد في السوق!
لذلك على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي التي “أصبحت مشتتة -بعض الشيء- وربما أصيبت ببعض التراخي” كما ذكر “ديفيد ساكس” المسؤول عن سياسات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية في إدارة الرئيس “ترامب، عليهم الابتعاد عن التحجج بمسح “السبورة فائقة الذكاء”[.]