يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في القصيدة النونية الكافية الشافية :
سبحان رب الخلق قاسم فضله … والعدل بين الناس بالميزان
لو شاء كان الناس شيئا واحدا … ما فيهم من تائه حـــــــيران
لكنه سبحانه يختص بالفضـ … ـل العظيم خلاصة الإنســــــان
وسواهم لا يصلحون لصالح … كالشوك فهو عمارة النيــــــران
وعمارة الجنات هم أهل الهدى … الله أكبر ليس يستويــــــان
فسل الهداية من أزمة أمرنا … بيديه مسألة الذليل العانــــي
وسل العياذ من اثنتين هما اللتا … ن بهلك هذا الخلق كافلتان
شر النفوس وسيء الأعمال ما … والله أعظم منهما شـران
ولقد أتى هذا التعوذ منهما … في خطبة المبعوث بالقــــــــرآن
لو كان يدري العبد أن مصابه … في هذه الدنيا هما الشـــــران
جعل التعوذ منهما ديدانه … حتى تراه داخل الأكفـــــــــــــــان
وسل العياذ من التكبر والهوى … فهما لكل الشر جامعتــــــان
وهما يصدان الفتى عن كل طر … ق الخير إذ في قلبه يلجان
فتراه يمنعه هواه تارة … والكبر أخرى ثم يشتركـــــــــــــــــان
والله ما في النار إلا تابع … هذين فاسأل ساكني النيـــــــران
والله لو جردت نفسك منهما … لأتت إليك وفود كل تهــــــــان
انتهى.
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.