كان النبي-ﷺ- يعجبه الفأل ويقول: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل»؛ والفأل من حسن الظن بالله تعالى؛ إذ المؤمن يؤمِّل الخير، ويتوقع من ربه الإحسان، فإنْ كان في شدة يؤمل أن ترتفع، وإن كان في نعمة أمل أن تسخر للخير، هذا الفأل وهو الذي كان يملأ النبي -ﷺ- به قلبه، ويملأ به قلوب أصحابه (رضوان الله عليهم).
لذلك الفأل لا يأتي من قلب سيئ الظن بالله تعالى، إنما يأتي من قلب امتلأ بتعظيم الله وإجلاله، وأنه المقدم الذي يقدم لعبده الخير، والمؤخر الذي يؤخر عن عبده الشر، فمن ملأ قلبه بهذه الأمور، فإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.
يقول الناظم:
كَـمَا جِئْنَا إِلى الدنيا نَـرُوحُ .. ولو عِشنَا بها ما عاش نُوحُ
فلا تَقْضِ الحياة وأنت فيها .. على ما فات من فانٍ تنُوحُ
تبسم..يا أَخِيْ مَادُمْتَ حيًّا .. وعِش بالفَألِ إن الفَألَ رُوحُ
يَقُلُ لِسـانُهُ بِفَصِيحِ قَـــوْلٍ .. مَصِيرُ الـهمِّ يا صاحِ النُّزُوحُ.