نحن نتطلع دائماً لأن نكون أفضل، لكننا لا نفعل في العادة ما يجعلنا أفضل!
ممارسة الأمور بطريقة اعتيادية بعيدة عن الإبداع في أداء مهام العمل لا يمكنها أن تجعل التغيير ذا جدوى، قد يكون التغيير متهم بأنه غريب الأطوار وقادم من المجهول إلى عالمٍ موجود وقائم، فلم التغيير؟ وأصبحت ثقافة القبول بالحال أفضل من الشيء المحال ـ على الأقل هذا ما يعتقدون- فهل أصبح التغيير شيئاً سيئاً وتكلفته باهظة كي لا نفكر فيه؟
يأتي أحدهم فيخبرك بأنّ لديه خبرة 20 عاماً في الإدارة، وعندما ترى إنجازاته على الأرض تجد عدم استقرار، تفلتا إداريا، موظفين متشائمين ويتحدثون عن المصائب، مستفيدين متذمرين دائماً من سوء الخدمة والمعاملة، الكلُّ يتحدث فيما لا يعنيه ولا يعرف أنه لا يعنيه، بمعنى أدق فوضى كبيرة، وكان الأولى أن يقول هذا المسؤول إنّ لديه خبرة عامٍ واحد مكررة 20 عاماً!..
التغيير بمعناه البسيط هو الانتقال من حالة راهنة إلى واقع مستقبلي أفضل نطمح لأن نصل إليه، لكن؛ لماذا يُصاب الغالبية العظمى بالخوف عندما يعرفون أنّ هناك تغييراً قادماً؟ ربما يعتقدون أنّ التغيير يعني إقصاءهم عن الامتيازات التي يتمتعون بها، وأنّ وجودهم معه هو موضع علامة استفهام كبيرة.
إنّ إطلاق الأحاديث عن أيّ عملية تغيير بدون إشراك فريق لقيادة هذا التغيير سيكون مآله للفشل، فلا الأماني ولا العنتريات تسمى إدارة، أو تحدث تغيراً.
ويمكن تلخيص فوائد التغيير في النقاط التالية :
- تحقيق انسجام لفريق العمل.
- تطوير وسائل التواصل سواء أداخليا بين العاملين أم خارجيا مع المستفيدين.
- تنظيم عملية التدريب وجعلها أكثر إنتاجية.
- تحسين أداء العاملين من أصغرهم إلى أكبرهم درجة.
لكن، ما الذي يجعل عملية التغيير ناجحة؟ ويتقبلها الجميع بحماس شديد ويُساهم في إنجاحها؟.
حسناً، ننصحك باتباع الخطوات التالية، وستجد أنّ الأمر غير معقد، حيث نستطيع أن نُدير عملية التغيير بمهنية عالية وأداء لا نظير له.
1- أخبرهم بمخاطر عدم التغيير
من الجيد أن تخبر كل العاملين لديك بالنتائج الكارثية التي من الممكن الوصول إليها في حال استمراركم بالطريقة الراهنة، ووضّح لهم الميزات والأشياء الرائعة التي يمكن أن تحدث إذا قاموا بالتغيير، اجعل الأمر سلساً وبدون تعقيد، وتجاوب مع الاعتراضات بمرونة عالية، لا تحاول التصادم مع المعارضين بأسلوب فض حتى لا تجلب معارضين جددا، هذه هي البداية.
2- إشراك الأعضاء في عملية اتخاذ القرار
هنا يأتي تشكيل الفريق الذي يمكنه قيادة عملية التغيير، احرص على أن تختار الأفضل من بين موظفيك، ومن يملكون القوة الشخصية في الإقناع، ويتمتعون بالمصداقية.
3- لا تكن صانعاً للضباب
لا تتحدث عن أشياء مُبهمة عن عملية التغيير بدون توضيح كلماتك، لأنها ستُفهم لدى الآخرين بشكلٍ سلبي، أزح سحابة الضباب بالوضوح في الفكرة.
4- احتفل بالإنجازات
احتفل عندما تتقدم خطوة أنت وفريقك في التغيير الذي أصبحوا يُؤمنون به، واجعلها مناسبة جيدة حتى ترتبط بذاكرتهم، ويعملوا على تكرار مثل هذه الاحتفالات، الخطوات الصغيرة في التغيير يمكنها أن تجعل الجميع مطمئناً ومُتجاوباً معها.
5- استمر في شرح الأسباب
لا تتوقف عن الشرح، فستنهال عليك الأسئلة من فريقك أو الآخرين عن جدوى التغيير في كلّ مرحلة، حاول أن تستوعب ما يُقال لك، وتمتع بروح الوضوح في حديثك، لا تجعلهم يرتابوا مما تقول، ولا تزرع الخوف بداخلهم.
المصدر : (HRDALEEL)