الناس في جميع أنحاء العالم يتصلون بالإنترنت للحصول على المعلومات، وللتواصل مع الآخرين، ولمزاولة الأعمال تجارية. ولكن ليس البشر وحدهم الذين يستخدمون الإنترنت: فهناك كائنات أخرى استخدمته أيضا، ولعلك سمعت بما يسمى انترنت الأشياء (IoT). الجميع يتحدث عنه وانه سيغير العالم!
إنترنت الأشياء أصبح يسترعي اهتماماً متزايدا بين عمالقة التكنولوجيا ومجتمعات الأعمال، ولعلك تتساءل: ما هو إنترنت الأشياء أو ما الذي يعنيه؟
هذا المفهوم ليس فقط لديه القدرة على التأثير في الكيفية التي نعيش بها حياتنا، ولكن أيضا يؤثر في الكيفية التي نؤدي بها أعمالنا. لنقل مثلا أن سيارتك الآن يمكنها الوصول إلى جدول مهامك اليومية ويمكنها بالفعل أن تعرف أفضل الطرق التي يجب أن تسلكها للحاق باجتماعك القادم؟ وإذا كان هناك ازدحام في حركة المرور قد ترسل السيارة رسالة نصية للآخرين لإخطارهم بأنك قد تتأخر عن موعدك المبرم معهم بسبب الازدحام في حركة المرور، فهناك في العالم أكثر من 12 مليار جهاز عبر الشبكة، وهو ما يعرف “بالأشياء الذكية”، وقد اتجهت الشركات المبتكرة إلى تبني إنترنت الأشياء وتقنياتها في عمليات إعادة التفكير في منتجاتها وخدماتها وإعادة تعريف علاقاتها مع العملاء والموظفين والشركاء.
ما هو إنترنت الأشياء (IoT)؟
لقد بدأت الإنترنت بفكرة بسيطة – وهي ربط أجهزة الكمبيوتر معا لتبادل البيانات بطرق مختلفة، وبدأ الناس منذ تلك البداية المتواضعة في ربط المزيد من الأجهزة بالإنترنت، وهذا هو أساس مصطلح إنترنت الأشياء (IOT)، وإنترنت الأشياء يساهم في توسيع دائرة الاتصال بالإنترنت إلى أبعد من الأجهزة التقليدية مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة، والهواتف الذكية والأقراص إلى شبكة واسعة من الأشياء اليومية التي تستخدم التكنولوجيا المضافة إليها للتواصل والتفاعل مع البيئة الخارجية، وكل ذلك عن طريق شبكة الإنترنت. انها الشبكات المشتركة بين الأجهزة المادية (“الأجهزة المتصلة” و “الأجهزة الذكية”) التي تساعد هذه الكائنات في جمع وتبادل البيانات.
أجهزة إنترنت الأشياء
“الشيء” في إنترنت الأشياء يمكن أن يكون أي كائن يحتوي على قوة الحوسبة المطلوبة والاتصال بالإنترنت، والقدرة على جمع ونقل البيانات عبر شبكة دون مساعدة أو تدخل يدوي، والتكنولوجيا المضمنة في الأشياء تساعدها على التفاعل مع حالتها الداخلية أو البيئة الخارجية، مما يؤثر بدوره على القرارات التي تقوم باتخاذها.
تطبيقات إنترنت الأشياء
القدرة على ربط الأجهزة المدمجة مع وحدة المعالجة المركزية والذاكرة وموارد الطاقة المحدودة يعني أن إنترنت الأشياء تجد تطبيقات في كل مجال تقريبا، وفيما يلي بعض الأمثلة:
- الأجهزة المنزلية الذكية (أتمتة المنزل) مثل التحكم والأتمتة للإضاءة والتهوية وتكييف الهواء، ومكانس الروبوت، وأجهزة تنقية الهواء، والأفران أو الثلاجات التي تستخدم تقنية الواي فاي للرصد عن بعد.
- التكنولوجيا القابلة للارتداء والتي تشمل الساعات الذكية، وتتبع اللياقة البدنية، وسماعات الواقع الافتراضي VR headsets وأكثر من ذلك …
- البيئة: حيث يمكن استخدام تقنيات إنترنت الأشياء التي لديها أجهزة استشعار لرصد نوعية الهواء والمياه، والتربة أو الظروف الجوية، وحتى حركات الحياة البرية.
- يمكن أيضا استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في تطبيقات مثل نظم الإنذار المبكر عن التسونامي لمساعدة السلطات على استجابات سريعة وأكثر فعالية.
- المرافق التي تقوم بتقييم الشبكة في الوقت الحقيقي من خلال الأجهزة الموجودة على الشبكة.
- شركات اللوجستيات التي تقوم بتصميم رؤية الأصول في الوقت الحقيقي للتعرف على الموقع وحالة الأصول
- البنية التحتية: إنترنت الأشياء يمكن أيضا تطبيقها لرصد ومراقبة عمليات البنية التحتية الحضرية والريفية مثل الجسور ومسارات السكك الحديدية، ويمكن أن تساعد على جدولة أنشطة الإصلاح والصيانة بطريقة منظمة وبشكل جيد.
- تنبؤ المصنعون للوقت الذي تحتاج المعدات فيه إلى الصيانة.
- قيام شركات التأمين بزيادة الإيرادات من خلال مراقبة الأصول.
- الخدمات الطبية والرعاية الصحية: يمكن أن تقوم أجهزة إنترنت الأشياء بتسهيل المراقبة الصحية عن بعد ونظم الإخطار في حالات الطوارئ مثل: ضغط الدم وأجهزة مراقبة معدل ضربات القلب.
- التجزئة: متاجر البيع بالتجزئة تتجه الآن إلى خلق المزيد من الاستقلالية في عملية التسوق في المتاجر.
- البنوك التي تقدم عروضا أفضل ومزيدا من التفاعل عبر الصرافين وأجهزة الصراف الآلي
ومع ذلك، فإن تطبيق إنترنت الأشياء (IoT) لا يقتصر فقط على هذه المجالات، وقد توجد أيضا حالات استخدام متخصصة أخرى وذلك واستنادا إلى مجال التطبيق، ويمكن تصنيف منتجات إنترنت الأشياء بشكل واسع إلى خمس فئات مختلفة:
- الأشياء الذكية التي يمكن ارتداؤها
- المنزل الذكي
- المدينة الذكية
- البيئة الذكية
- المشاريع الذكية.
ولفهم كيفية عمل إنترنت الأشياء
ليس من الممكن توصيل الجهاز بالإنترنت هكذا ببساطة، ومن ثم يبدأ فجأة بالتواصل مع الأجهزة الأخر، فإنترنت الأشياء تتطلب وجود اللوازم الأساسية في المكان.
- الأجهزة: أن يشتمل الجهاز على المكونات التقنية المطلوبة من أجل التواصل مع الإنترنت.
- البروتوكولات: البروتوكول هو ببساطة مجموعة من القواعد، وفي هذه الحالة، تحدد القواعد كيفية حدوث الاتصالات بين الجهازين، ومن بين البروتوكولات المستخدمة في إنترنت الأشياء (SOAP) و(REST)، بالإضافة إلى البروتوكولات الأساسية مثل (HTTP).
- النطاقات: عند العمل في السحابة، فمن الضروري جداً أن يكون هناك مكان لتخزين المعلومات بأنواعها المختلفة وتوفير نقاط الوصول للجهاز.
- التطبيقات: البرنامج المستخدم لإيجاد التفاعل بين الأجهزة يحدد الوظائف التي توفرها الأجهزة في نهاية المطاف (ضمن نطاق الإجراءات الممكنة) وقبل أن يتمكن الجهاز من تنفيذ أية مهام ، يجب أن يكون لديك برنامج يعرف كيفية التفاعل مع الجهاز.
مدى الوصول المقدر
وفقا لشركة Gartner, Inc.، (شركة أبحاث تقنية واستشارية)، سيكون هناك ما يقرب من 20.8 مليار جهاز على إنترنت الأشياء بحلول عام 2020، وتشير تقديرات بحوث (ABI) إلى أن أكثر من 30 مليار جهاز سوف تكون لاسلكية متصلة بإنترنت الأشياء بحلول عام 2020 ، ومن الواضح أن إنترنت الأشياء سيتألف من عدد كبير جدا من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، ومن المتوقع أن توفر إنترنت الأشياء اتصالا متقدما من الأجهزة والأنظمة والخدمات التي تتجاوز الاتصالات من آلة إلى آلة (M2M) وتغطي مجموعة متنوعة من البروتوكولات والمجالات والتطبيقات.
وفيما يلي بعض أكبر المنصات التقنية لإنترنت الأشياء في السوق اليوم:
- Amazon Web Services
- Microsoft Azure
- ThingWorx IoT Platform
- IBM’s Watson
- Cisco IoT Cloud Connect
- Salesforce IoT Cloud
- Oracle Integrated Cloud
- GE Predix.
نشر كيفن أشتون في مجلة رفيد في عام 1999 ما يلي:
“إذا كان لدينا أجهزة الكمبيوتر التي تعرف كل شيء، فيجب معرفته لمعرفة الأشياء – باستخدام البيانات التي جمعت دون أي مساعدة منا – لنكون قادرين على تتبع وحساب كل شيء، والحد بشكل كبير من الهدر والخسارة والتكلفة، حيث سيكون بمقدورنا معرفة متى تحتاج الأمور إلى الاستبدال أو الإصلاح أو الاستدعاء، وعما إذا كانت طازجة، نحن بحاجة إلى تمكين أجهزة الكمبيوتر بوسائلها الخاصة من جمع المعلومات، حتى تتمكن من رؤية وسماع وشم رائحة العالم بنفسها، بكل مجدها العشوائي”.
فرص إنترنت الأشياء | عندما يصبح كل شيء ناطقاً !
إنترنت الأشياء (IoT) توفر فرصاً لا نهاية لها لرجال الأعمال والمجتمع، إنه مفهوم لديه القدرة على تغيير طريقة عيشنا وعملنا. وقد تطورت رؤية إنترنت الأشياء بسبب التقارب بين التكنولوجيات المتعددة، بما في ذلك الاتصالات اللاسلكية في كل مكان، والتحليلات في الوقت الحقيقي، والتعلم الآلي، وأجهزة استشعار السلع الأساسية، والأنظمة المدمجة، والشركات التي تعلم كيفية تسخير البيانات التي إنشئت بواسطة إنترنت الأشياء هي تلك التي ستبقى وتزدهر في المستقبل.
يمكن لمنصات إنترنت الأشياء أن تساعد المؤسسات على خفض التكاليف من خلال تحسين كفاءة العمليات واستخدام الأصول والإنتاجية، وذلك بمساعدة من سيل التفاعل وبيانات المعاملات التي تحت تصرفها. ومع تحسين تتبع الأجهزة / الأشياء باستخدام أجهزة الاستشعار والاتصال، فإنها يمكن أن تستفيد من الرؤى والتحليلات في الوقت المناسب، والتي من شأنها أن تساعدها على اتخاذ قرارات أكثر ذكاء.
والحقيقة هي أن إنترنت الأشياء (IoT) تهيء فرص لا نهاية لها _تقريبا_ للاتصالات التي تجري، وكثير منها لا يمكننا حتى التفكير أو فهم كامل لأثره، ومع مرور الوقت فإن أفضل ما يمكننا القيام به هو تثقيف أنفسنا على التقنيات المختلفة لإنترنت الأشياء ومواصلة التجارب في التكنولوجيا الحديثة.
المصدر: http://www.softwaretestingstudio.com/internet-of-things-iot/