تشير الأبحاث إلى أن الاستدامة المؤسسية يمكن أن تكون سلوكاً استراتيجياً ومربحاً في نفس الوقت للأعمال، ولكن كيف يمكن لأرباب العمل تنفيذ مبادرات فعالة للأعمال المستدامة؟
ما هي إدارة الاستدامة؟
تقع الإدارة المستدامة من حيث التعريف عند نقطة التقاطع بين الأعمال والاستدامة، وهي الممارسة الإدارية التي يقع عليها تأثير المنظمة او الشركة على نظرية خط الأساس الثلاثي Triple Bottom Line : – الناس People، كوكب الأرضPlanet، والربح المادي Profit- بحيث يمكن للثلاثة عناصر أن تزدهر في آن واحد، وتدعم جدوى نشاط الشركة او المنظمة على المدى الطويل، لأنها عملية وقائية وليست تفاعلية، ويمكن للإدارة المستدامة أن تتخذ العديد من الأشكال بما في ذلك الاستثمار في منتجات التجارة العادلة، والحد من مواد التعبئة والتغليف، وضمان ظروف العمل الإنسانية في مصانع الموردين.
هناك أعداد متزايدة من المنظمات من مجموعة واسعة من القطاعات (مثل تجارة التجزئة والأغذية والمشروبات والزراعة والتقنية والتأمين والسيارات والقطاعات العسكرية والرعاية الصحية والمرافق، وهلم جراً) تسعى إلى تحقيق أهداف أعمال الإدارة المستدامة، ونظراً لأن المنظمات التي تلاحظ غالباً جهودها المستدامة هي الشركات العالمية الكبرى، فمن السهل أن ننسى أن الشركات الصغيرة والمحلية تركز أيضاً على الاستدامة، ولديها موظفين يدعمون ويساهمون في أهداف الاستدامة التي تؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات والأرض.
ماذا يفعل مدراء الاستدامة؟
مدراء الاستدامة يقومون بقيادة جهود الأعمال المستدامة في مؤسساتهم، هؤلاء الخبراء مفكرون على المدى الطويل، وهم من عوامل التغيير، وسفراء لديهم رؤية، وبالاعتماد على حجم المنظمة والمناصب الموكلة إليهم، يمكنهم أن يكونوا مسؤولين عن ما يلي:
- ضمان الامتثال (الالتزام) للقوانين البيئية
- البحث في السياسات والمبادرات المستدامة
- تحديد أهداف أداء الاستدامة الاستراتيجية والطموحة
- اقتراح المبادرات وكذلك حالة الأعمال من أجل الاستدامة للقيادة العليا
- بناء الوعي ببرامج الاستدامة داخل المنظمة
- مبادرات إدارة المشاريع وقيادة الفريق الذي ينفذها
- قياس فعالية المبادرات المستدامة وتقديم التقرير عنها للجهات المعنية
ويستخدم قادة أعمال الاستدامة مجموعة من المعارف والقدرات للقيام بوظائفهم، حيث أنهم عليهم أولا وقبل كل شيء، أن يكونوا قادرين على حل المشكلات المعقدة في الأعمال، مثل التنمية المستدامة، من خلال تطبيق التفكير المنظومي System Thinking، أو تحليل الأنظمة بأكملها من خلال النظر في كيفية تفاعلها مع بعضها البعض، كما يجب عليهم فهم الاقتصاد، والتسويق، والمحاسبة، والقانون، وكذلك كيفية تقييم وتفسير المعلومات الاجتماعية والعلمية ذات العلاقة بالأعمال التجارية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون قادة أعمال الاستدامة مسؤولين وقادة فعالين، لأنهم قد يقودون فريقًا؛ وربما يعملون مع كم متنوع من الأقسام والمواقع وأصحاب المصلحة؛ وعرضها على جمهور متنوع.
من هم مدراء الاستدامة؟
مدراء الاستدامة لديهم خلفيات متنوعة، ويحتاجون إلى المعرفة والمهارات في العديد من المواد، بما في ذلك استراتيجية الأعمال والاقتصاد والعلوم البيئية، وقد يبدؤون في عدد من المجالات والصناعات.
وتعتبر المواقف المرتبطة بالاستدامة جديدة في مكان العمل، لذلك لا يوجد عنوان قياسي لمدراء الاستدامة في جميع المجالات، فإذا بحثت عن عدد الخبراء في “الاستدامة” الذين يعملون بدوام كامل، فستجد عددهم محدود نسبيًا بين الموظفين ذوي الرتب العالية الذين يعملون في بعض أكبر الشركات في العالم، وعادة ما يقدمون تقاريرهم مباشرة إلى المدير التنفيذي، وإذا كانت المسؤولية المهنية للمحترف هي الإدارة المستدامة، فإن المسمى الوظيفي الذي يحمله هو الآتي:
- مدير شؤون الاستدامة
- المدير العالمي للشؤون الاجتماعية والبيئية
- مدير الاستدامة
- نائب الرئيس لمسؤولية المنظمة/الشركة
- مدير البرنامج البيئي
معظم الخبراء الذين تُوكل إليهم مبادرات أعمال مستدامة رائدة يأخذونها بالإضافة إلى دور آخر ولا يحمل مسماهم الوظيفي أي ذكر “للاستدامة” على الإطلاق، وقد يبدؤون بمشاريع أصغر، مثل إدارة المواد الخام من خلال سلسلة التوريد أو مساعدة إدارتهم على العمل بدون استخدام الورق، وتنمية دور الاستدامة، تقترب بعض الشركات من الاستدامة من خلال الإدارات المعنية بإدارة المخاطر التي لديها خبراء متفرغين لقضايا السلامة والبيئة.
بعد اكتساب الخبرة في الإدارة المستدامة، يحصل بعض الخبراء على إضافة لمسماهم الوظيفي، وتظهر الأبحاث أن هذه التعيينات عادة ما تكون داخلية، يميل اختصاصيو الاستدامة إلى الانتقال من أقسام مثل الشؤون الخارجية، أو العمليات، أو الأبحاث، أو التسويق، أو البيئة، والصحة، والسلامة.
وأخيراً، تحتاج الشركات التي ترغب في جني الفوائد التجارية للاستدامة إلى موظفين ذوي عقلية مستدامة، حيث ذكرت دراسة أجريت في عام 2015 أن تشجيع الموظفين على دعم ثقافة الاستدامة المؤسسية أمر ضروري للحفاظ على زخمها، ولكن في الواقع، قد يكون من الصعب ومن المكلف في بعض الأحيان بالنسبة للمنظمات أن تحصل على هذا الدعم، ولهذا السبب، فإن الخبراء ذوي المعرفة بالإدارة المستدامة – والذين هم على استعداد لمواجهة الوضع الراهن – لا جدوى من وجودهم بين الموظفين باستمرار.
ابحث عن مستقبلك في إدارة الاستدامة
هناك العديد من الفرص التي لا يمكنك أن تتخيلها في إدارة الاستدامة تفوق كل تعرفه عنها – حتى في مكان عملك الحالي.
اسأل من حولك. هل هناك دوام كامل أو جزئي مخصص للاستدامة؟ في بعض الأحيان، يحتاج المتخصصون في الإدارة المستدامة إلى القيام بأدوار بأنفسهم، فهل ستدعم القيادة مبادرة مستدامة تجريبية؟
إن توليد القيمة من إدارة الاستدامة ليست بالعملية السريعة والسهلة، ولذلك تحتاج المنظمات إلى خبراء يمكنهم تطوير وتفعيل مبادرات مستدامة يمكن أن تحقق النتائج، ويتمثل التحدي في العثور على خبراء يتمتعون بالمهارات والخبرات المناسبة لهذا الشأن. للحصول على المهارات العملية التي تحتاج إليها في العالم الحقيقي لهذه الأنواع من الوظائف والمشاريع لمساعدة المؤسسات على اتخاذ قرارات ذكية ومسؤولة تكون مفيدة للأعمال على المدى الطويل.
المصدر: sustain.wisconsin.edu