المناخ التنظيمي هو حوصلة لعدد من المتغيرات التنظيمية المرتبطة بالولاء الوظيفي، والتي تؤثر على أفراد المنظمة أما إيجاباً أو سلباً، وتغير اتجاهاتهم وسلوكياتهم مع بعضهم البعض، أو مع منظماتهم، ومن هذه المتغيرات (الفاعلية التنظيمية، التوازن التنظيمي، الانتماء التنظيمي، الالتزام التنظيمي، الصراع التنظيمي، الرضى الوظيفي، المناخ التنظيمي) :
1. الفاعلية التنظيمية :
تعرف بأنها قدرة إدارة المنظمة والعاملين على استغلال البيئة في الحصول على الموارد المناسبة بشكل مناسب، يمكن من تحقيق أهدافها المرسومة، الأمر الذي ينتج عنه تعظيم العائد والقيمة الاقتصادية والاجتماعية للمنظمة.
إذاً فاعلية المنظمة تكمن في رضى العاملين على إدارة المنظمة، مما يؤدي إلى الإنتاجية والتطور التنظيمي، وهذا بالقدرة على استثمار الموارد وتحقيق الأهداف المنشودة، ومنه الولاء التنظيمي شرط لتحقيق الفاعلية.
2. التوازن التنظيمي :
وهو اتجاه تبادلي يجعل التنظيمات وأعضائها في علاقات متبادلة، فالتنظيم يطلب إلى أفراده الالتزام بقيمه وأهدافه، وتقديم أعلى كمية وأفضل نوعية ممكنة من الإنتاج، وكذلك بالولاء له وعدم تركه إلى تنظيمات أخرى بعد أن تكلف الكثير من المال والجهد والوقت لإعدادهم، وبالمقابل فإن الموظف يطالب منظمته أن تساهم في إشباع حاجاته المختلفة، وأن توفر له المكانة والاستقرار فالتوازن أو العلاقات التبادلية هي المشاعر الناتجة أثناء تفاعل الفرد والمنظمة، ومدى قوتها التي تتحدد من خلال الروح المعنوية العالية، والحماس الكبير لأداء العمل كمسار إيجابي، أو صراع التنظيمي وضعف الإنتاج كمسار سلبي، ومن خلال نوع المسار يحدد مدى ولاء الأفراد لمنظمتهم.
3. الانتماء التنظيمي :
ويعني شعور الفرد بالمحبة نحو موضوع ما ينتسب إليه، ويتحدد سلوك الفرد تجاه ما ينسب إليه درجة أو العاطفة التي يمتلكها . لذا يعتبر الانتماء انتساب الفرد لمنظمة ما وارتباطه بها، إلا أن الولاء التنظيمي أعم وأشمل منه، ولذلك الانتماء هو احد العوامل المسببة للولاء واللازمة للجودة.
4. الالتزام التنظيمي :
وهو الرغبة التي يبدها الفرد للتفاعل الاجتماعي من أجل تزويد المنظمة بالحيوية والنشاط ومنحها الولاء، ويمكن القول عملية الالتزام التنظيمي ما هو إلا عملية الإيمان بالأهداف المنظمة وقيمها، والعمل بأقصى طاقة لتحقيق تلك الأهداف وتجسيد تلك القيم.
ومنه يمكن القول إن الالتزام التنظيمي هو الشعور الداخلي للفرد والذي يظهره للعمل والتفاعل بالأسلوب الذي يمكنه من تحقيق مصالح ومرامي المنظمة، فهو بذلك يصب في نفس القالب الذي يصب فيه الولاء التنظيمي، هذا يعني أن الالتزام التنظيمي هو مرادف للولاء التنظيمي .
5. الصراع التنظيمي :
هو العملية التي تبدأ عندما يرى أحد الطرفين أو يدرك أن الطرف الأخر يعيق اهتماماته، وعرفها ” سلوكم” بأنها التعرض الذي ينشأ نتيجة عن عدم الاتفاق على الأهداف، الأفكار العواطف بين الأعضاء أو الفرق أو الدوائر أو المنظمات، لذا فالصراع التنظيمي هو عدم التوافق بين الأفراد والمنظمة في الأهداف والمرامي، مما يؤدي إلى اختلاف المساعي، وبالتالي عدم التفاعل والتأقلم أو هدم التوازن التنظيمي، وبهذا تكون المنظمة أقل تماسكا وإنتاجا، والعلاقات بين إدارة المنظمة والأفراد أقل تركيز، فالصراع التنظيمي يعتبر أحد مهدمات الولاء التنظيمي.
6. الرضى الوظيفي :
هو عبارة عن الحالة التي يتكامل فيها الفرد مع وظيفته وعمله فيصبح إنسانا تستغرقه الوظيفة ويتفاعل معها من خلال طموحه الوظيفي، ويتفاعل مع الأهداف المادية والاجتماعية، وهذا التفاعل قد يكون إيجابي بين الفرد وعمله، وعندها يتحقق الرضى عن العمل، وقد يكون سلبيا وعندها يشعر الفرد بعدم الرضى عن عمله، فتؤدي إلى الانسجام بينهما والتكامل لتحقيق أهداف كل منهما، وبالتالي الرضى الوظيفي هو من مسببات الولاء التنظيمي ومرتبط به.
7. المناخ التنظيمي (أو جو العمل):
هو نتاج التفاعل بين العديد من المتغيرات داخل المنظمة أو خارجها، مما يجعل للمنظمة شخصية معنوية ذات خصائص وسمات تميزها عن غيرها، وذات تأثير عميق على إدراكات واتجاهات أعضاء المنظمة وسلوكهم الوظيفي والإداري.
إذاً، المناخ التنظيمي هو حوصلة لجميع المتغيرات السابقة الذكر، تؤثر على أفراد المنظمة، اما إيجابا أو سلبا، وتغير اتجاهاتهم وسلوكياتهم مع بعضهم البعض، أو مع منظماتهم.
(عبوي، 2006)