الإدارة من أرقى المهن؛ لأنّها تضع الشخص في موقع المسؤولية، والاهتمام بشؤون زملائهم الموظّفين والمنظمة التي يديرها. والإدارة الناجحة هي أساس تطوّر الناس، فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً ومباشراً بالمجتمع والناس؛ ترتبط بالشؤون الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والتعليمية، وإدارة الموارد البشرية، وبناءً على مهارة المديرين، وحسن إدارتهم وتصريفهم الأمور، تتقدّم المنظمات، وتتقدم المجتمعات، وتتقدّم الدول.
الإدارة بمفهومها الواسع تمتلك الكثير من التعاريف، وتحتوي على الكثير من المبادئ والقوانين، ولا يمكن حصر الإدارة بمفهوم واحد، وتُعرّف بأنّها القدرة على الإمساك بزمام الأمور، وتحمّل مسؤولية تسييرها، والإشراف والتوجيه، وبالإضافة إلى كونها مهنة فهي علم وفن وموهبة!
وعلم الإدارة مبني على أسس ونظريات، وتطبيقها يحتاج الى حنكة وذكاء وقدرة على تحمل المسؤولية، والإمساك بزمام الأمور (التصرف السليم)، و التحكم بالموظّفين وتوجيههم (التعامل الحسن)، والمقدرة على التنسيق الداخلي والخارجي (التوجيه)، واتّخاذ القرارات الطارئة والسريعة، واختصار (أو اختيار) الطرق البسيطة التي تساعد المنظومة في الوصول إلى أهدافها، بأقل جهد ووقت مع الحرص على الجودة.
وللإدارة فروع ومستويات إدارية يمكن اختصارها بما يلي:
اولاً: فروع الإدارة
١. الإدارة في الوظيفة العامة: يكون الهدف منها تسيير شؤون الناس، واتّخاذ القرارات المناسبة لهم، دون التفكير -غالياً- في الربح (المادي) فهي تكليف وواجب، وتأدية خدمات دون تمييز. والمسؤولية هنا عامّة تضم الكثير من فئات الناس.
٢. الإدارة في الأعمال : يكون الهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، وتنمية روح المنافسة، وإدارة المشروعات التي تدرّ دخلاً (مقابل).
٣. الإدارة في منظمات المجتمع المدني، وهي متعددة الاغراض والاهداف وتشمل المؤسسات غير الربحية والجمعيات التعاونية والمنظمات التطوعية غيرها.
ثانياً: مستويات الإدارة
١. مستوى الإدارة العليا: ويمثلها رئيس مجلس الإدارة، أو المدير المدير التنفيذي ، أو الذي يتولّى إصدار القرارات العليا (عموم الأجهزة)، والتي تنظم الإدارة الوسطى، والإدارة الدنيا (السفلى)، والإشراف على تنفيذها، ومراجعة التغذية الراجعة، وحل المشكلات .
٢. مستوى الإدارة التنفيذية ( الوسطى): ويكون ممثّلها مديري الأقسام (الوحدات)، ويطلق عليها أحياناً اسم الإدارة التشغيلية، ويتم فيها توزيع المهام على الموظفين والعمال، والإشراف عليهم، ومراقبة عمل الإدارة السفلى، والإشراف عليها، ومحاسبتها.
٣. مستوى الإدارة السفلى (المباشرة) : ويمثلها الذين يشرفون على سير العمل بشكلٍ مباشر، وهم المسؤولون عن تطبيق توجيهات الإدارة العليا والوسطى ومديري الأقسام في الميدان .
إن نجاح أي إدارة يتطلب وجود تكامل بين مستويات الإدارة الثلاثة (جميعها)، واتساق وتنسيق شامل فيما بينها، والنّظر في القرارات التي تتدرّج من المستوى الأعلى إلى الأدنى وتطبيقها، أو المعلومات الراجعة من المستويات السفلى إلى الأعلى والاستفادة منها، مع وجود تعاون وتكامل -المفترض- بين جميع المديرين العاملين، ومديري الأقسام والمشرفين، والموظّفين والعاملين.
الخلاصة.. إذا أُحسن التعامل والتصرف بحنكة، مع شيئاً من العلم بفن الادارة، فذلكم النجاح في الإدارة، وتلك هي الإدارة الناجحة!