في كتابهما “إدارة التغيير من أجل تنافس ناجح” ميز Andrew Pettigrew، و Richard Whipp بين الأبعاد الثلاثة الرئيسة المتعلقة بالتغيير الاستراتيجي؛ والمتمثلة في:
- المحتوى.. ويشمل: أغراض المؤسسة، وأهدافها.. ويعبر عنه السؤال بماذا؟
- التنفيذ.. ويعبر عنه السؤال بكيف؟
- السياق.. ويشمل: البيئة الداخليّة والخارجيّة ..ويجيب عن سؤال أين؟
وأكد المؤلفان على أهمية التفاعل المستمرّ بين أبعاد هذا التغير في العمل المؤسسي؛ فلكي يحدث التغيير المطلوب يحتاج الأمر إلى الاهتمام بتلك الأبعاد بشكل مستمر، وبشكل تراكمي، كما يتطلب الأمر المرونة اللازمة حتى يمكن إعادة صياغة أو إدخال أية تغييرات أو تعديلات أثناء مراحل التنفيذ المختلفة، فالتغيير الناجح من وجهة نظرهما يتوقف على مدى النجاح في تحقيق التكامل بين تلك الأبعاد الثلاثة، وشددوا على أن إدارة التغيير عملية طويلة الأمد تتطلب التكيف المستمر مع حالات عدم اليقين والتعقيد.
و حسب البحث التجريبي الذي أجراه المؤلفان استنادًا إلى دراسة رئيسية متعمقة لأربعة قطاعات صناعية في المملكة المتحدة، يقدم الكتاب تحليلًا موثوقًا وبحثًا عن كيفية إدارة الشركات البريطانية للتغيير الاستراتيجي وكيف يؤثر ذلك على أدائها التنافسي، وركز على السؤال الرئيسي حول سبب إنتاج الشركات العاملة في نفس الصناعة لأداء متفاوت بمرور الوقت. وقد تمكنوا من تحديد الاختلافات في طريقة إدارة التغيير من شركة إلى أخرى، وتحديد المشكلات الشائعة عبر قطاعات الصناعة المختلفة، وقدّما خمسة عوامل رئيسة مترابطة ينسب إليها تحقيق التغيير الاستراتيجيّ الإداري الناجح؛ كما يلي:
أولا.. التقييم البيئيّ المتمثل في الرقابة المستمرة على البيئة الداخليّة والخارجيّة؛ حيث متابعة نقاط القوة والضعف الخاصة بالمنظمة، والدراسة المستمرة للمنافسين.
ثانيا.. الموارد البشرية كإدارة مسئولة؛ فيجب على إدارة الموارد البشرية أن تشعر الموظفون بأنهم أشخاص ذوو قيمة، وأنهم ينالون بالفعل ثقة المنظمة واحترامها.
ثالثا.. الربط بين الاستراتيجيات وعمليات التغيير؛ فبمعرفة الاستراتيجيات الأساسية التي تسير عليها المنشأة، وأخذها في الاعتبار عند القيام بعملية التغيير؛ يسهل التنفيذ، ويقود في الوقت نفسه إلى الوصول لاستراتيجيات جديدة أكثر نجاحا وملاءمة مع تلك التغيرات.
رابعا.. قيادة التغيير؛ وتتم من خلال الاتجاه بالمنظمة للأمام [السحب]، وخلق المناخ السليم والمناسب للتغير، إضافة إلى التنسيق بين الأنشطة، والتوجيه للوحدات، ووضع جدول محدد للقيام بالأعمال المطلوبة، وهذا الجدول لا يتناسب فقط مع اتجاه التغيير؛ إنما أيضا مع رؤية المنظمة وقيمها.
خامسا.. الاتساق العام؛ فاستراتيجية التغيير يجب أن تتسم بالتوافق، ووضوح الأهداف، كما يجب أن تكون متلائمة مع البيئة الداخلية والخارجية، وتستطيع الصمود في وجه المنافسة، وتحقيق النجاح الذي من المفترض أن تكون قد وضعت خصيصا من أجله.
الخلاصة .. إن لم تواجه المنظمات التغير المتسارع بالمرونة والسرعة اللازمتين؛ من خلال إحداث التغيير الضروري لبنيتها الأساسية، وهياكلها التنظيمية، وعلاقاتها بمواردها البشرية، ونظم وأساليب عملها…الخ، فستستمر خارج دائرة المنافسة، وكما قيل قديماً: “من لا يتقدم .. يتأخر ويصبح في مؤخرة الركب”.
بارك الله في جهودك ونفع الله بعلمك اﻷسلام والمسلمين