لفظ الشلل يعبر -مجازاً – عن العجز عن اتخاذ القرار، والذي ينجم عن التحليل المفرط في الوقت الذي يستدعي اتخاذ القرار والتدخل السريع، بمعنى آخر، الشلل التحليلي يصف عملية فردية أو جماعية، والتي يؤدي فيها التحليل الزائد أو الإفراط في التفكير في موقف معين إلى أن تصبح عملية اتخاذ القرار «مشلولة»، مما يعني أنه لا يتم اتخاذ قرار بشأن أي حل للموقف، خوفاً من أن يتسبب ذلك القرار بخطأ أو مشكلة أكبر، و هذا الخلل يؤدي في الواقع إلى اتخاذ قرارات غير واعيه للحفاظ على الخيارات الحالية المتاحة. وتُعرف حالة التعثر هذه بالشلل التحليلي (بالإنجليزية: Analysis Paralysis).
ماهي أسباب هذا الشلل؟
هناك العديد من الأسباب لهذا الشلل ولكن من أبرزها:
- كثرة الخيارات قد تؤدي إلى تعقيد الموقف وجعله مُربكاً والذي ينتج عنه «شلل» في التحليل، مما يجعل الشخص غير قادر على الوصول إلى نتيجة بسبب الإرهاق من كثرة الخيارات.
- الذهول من كمية البيانات التي يتعين على العقل معالجتها، والمبالغة في تعقيد القضايا المطروحة والإفراط في التفكير فيها.
- الإلحاح القهري الذي يفرض عليك إجراء المزيد والمزيد من البحث والاستشارة لاتخاذ القرار الصحيح.
- الخوف من تبعات اتخاذ قرار خاطئ، أو عدم اتخاذ القرار الأفضل على التوقعات الحقيقية أو القيمة المحتملة للنجاح في قرار يُتخذ في الوقت المناسب.
كيفية التغلب على هذا الشلل؟
- حدد تاريخ للإنجاز:
بغض النظر عن حجم القرار الذي يتعين عليك اتخاذه، حدد موعدًا نهائيًا لاتخاذه. سيؤدي تحديد موعد نهائي إلى تنبيه عقلك تلقائيًا وسيجبرك على اتخاذ قرار بناءً على الموارد المتاحة أمامك.
- لا تبحث عن الكمال:
من المستحيل تحقيق الكمال، فالكمال هو أحد المحرضين الرئيسيين على شلل المعلومات. رغبتك في أن تكون مثاليًا في كل قرار، تبقيك في دائرة عملية صنع القرار، فكلما سعيت إلى الكمال، سيأتيك المزيد والمزيد من المعلومات. لذلك كن واقعياً.
- حدد أهدافك:
الخطأ في محاولة اتخاذ القرار يكون بسبب عدم معرفتنا بما نريده بالضبط وبكل وضوح، فإذا كان لديك تصور واضح لأهدافك وما تريد أن تحققه من قرارك، تصبح عملية صنع القرار أسهل بكثير ويمكنك الخروج بسهولة من الشلل التحليلي بمجرد اختيار الخيارات التي تؤدي إلى لأهدافك المحددة.
- اتبع قيمك:
أحيانا قد تتعارض الخيارات مع القيم الأساسية التي تؤمن بها وتحاول دائمًا التمسك بها، فجعل الحكم على كل خيار من هذه الخيارات المتاحة مقابل هذه القيم، وبهذه الطريقة ستكون قادرًا على تجنب الشلل.
- احصل على مساعدة شخص خبير:
بسبب الكم الهائل من الضغط والمعلومات قد تحتاج إلى عقل _آخر_ خبير للحكم والتقييم، وبذلك سيكون قادرًا على مراجعة كل شيء بعقل جديد ووجهات نظر غير متحيزة في عملية اتخاذ القرار الخاصة.
- قسِّم القرارات الرئيسية إلى مراحل أصغر:
بدلاً من ممارسة كل الضغط على نفسك، يمكنك تقسيم القرارات الرئيسية إلى قرارات أصغر قابلة للتنفيذ وسريعة بحيث تمضي قدمًا الى الأمام بدلاً من البقاء في نفس المكان وعدم التحرك على الإطلاق. ويمكنك إعادة ضبط عملية اتخاذ القرار بالتوازي مع التغييرات التي تحدث اثناء التحرك.
- حاول تطوير غريزة التواصل الذاتي:
على الرغم من صعوبة التواصل مع الغرائز في أوقات الشلل التحليلي، إلا أنه يمكن تحقيقه بالممارسة. فعندما تواجه قرار صعب، ابدأ بمحاولة تهدئة عقلك والتواصل مع صمتك الداخلي. فسترى –تدريجيًا- أنه مع الهدوء تظهر بعض الإرشادات توجهك نحو القرار السليم.
النصائح السابقة ستساعدك –بإذن الله- على تجنب الشلل _المعلوماتي_ التحليلي.
Net Pro Referral