«دروس في القيادة من قصة ذي القرنين »

  • — الثلاثاء يونيو 27, 2023

ما أجمل الاهتداء والاستدلال بقصص القرآن العظيم؛ ومن ذلك قصة “ذو القرنين” وردت في سورة الكهف [الآيات: ٨٣-٨٩] ، حيث اشتملت على أكثر من عشرين صفة وخلقاً من صفات القائد [المدير، الرئيس]، وقد جمعت جمعا عجيبا بين الصفات الأخلاقية والعملية وأساليب التعامل الواجب توافرها في من يقود [يدير] وهي:

[التمكين، والعلم، والأخذ بأسباب العلم، والمرجعية، والعدل، والتحفيز لإجادة العمل، واستغلال الموارد المتاحة، وديناميكية الحركة، والتواصل والاستماع للشكوى، واستشعار المسؤولية، وإغلاق أبواب الكسب غير المشروع، والعفة وطهارة اليد، ونصرة المظلوم، والتعلم والتوجيه، والعمل الميداني وليس التنظير فقط، والعمل الجماعي وليس الفردي، واستخدام السلطة في التعمير والإصلاح، وتحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقل خسائر ممكنة، وفي الختام التواضع ورد الفضل إلى الله].

1 .التمكين : {إنا مكنّا له في الأرض}
القائد يجب أن يكون ذو صلاحيات يستخدمها لتمكنه من تحقيق المطلوب منه.

2. العلم : {وآتيناه من كل شئ سببا }
العلم وسيلة لتحقيق النتائج المرجوة، لذلك يجب بذل الجهد في تحصيل العلم الذي يحقق متطلبات عملهم.

3. الأخذ بأسباب العلم : { فأتبع سببا}
لا يكفي تحديد العلم فقط كصفة قيادة، ولكن أتبعه بالعمل بهذا العلم والأخذ بأسبابه.

4. المرجعية : { قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا}
القيادة وفق منهج واضح المعالم قائم علي نظرية الثواب والعقاب ولا يترك الأمر للهوى والأمزجة الرغبات.

5. العدل : { … أما من ظلم فسوف نعذبه….}
الحكم بين بالعدل مبدأ يكفل راحة وطمأنينة الرعية والمرؤوسين والظالم يؤخذ علي يديه.

6. التحفيز لإجادة العمل: {فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا}
الشكر لمن أحسن عمله هو حافزاً للإجادة والأجر في الدنيا أو الآخرة.

7. ديناميكية الحركة : {حتي إذا بلغ مغرب الشمس…} {حتي إذا بلغ مطلع الشمس….}
لقد طاف ذو القرنين الشرق والغرب ليحقق ما أراده الله منه، والقائد الناجح يغطي نطاق عمله ولا يجلس في مقره وينتظر من ينقل إليه الأخبار والتقارير فقط.

8. التواصل والاستماع للشكوى : {قالوا يا ذا القرنين..}

لابد من فتح قنوات اتصال مباشرة دون عوائق أو سائط بينه وبين من هو مسؤول عنهم، وأن يستمع إليهم بكافة مستوياتهم.

9. غلق باب الكسب غير المشروع : {فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سدا}
موقف يرسم مجموعة من الصفات الأخلاقية في القائد عندما يعرض عليه رعيته أو مرؤوسيه مكسباً دنيوياً مقابل القيام بعمل لهم فيرفض ، ويفضل ثواب الله؛ فلا يحق له أخذ أجر علي عمل مكلف به إلا ممن كلفه بالعمل، ولا يقبل هدية أو عطية بسبب منصبه أو ما مكنه الله.

10.الإحساس بالمسؤولية: { قال ما مكني فيه ربي خير }
عندما يشعر القائد بالمسئولية تجاه من يقودهم فإن هذا يكون دافعاً لتحقيق مصالحهم دون التكسب من وراء ذلك.

11. العفة وطهارة اليد : { قال ما مكني فيه ربي خير }
القائد لا يستغل حاجات رعيته أو مرؤوسيه بحجة أنه يقوم علي رعايتهم وتحقيق مصلحتهم .

12. نصرة المظلوم : {أجعل بينكم وبينهم ردما}
نصر المظلوم واجب على القائد ولا يحتاج إلي مقابل.

13. العمل الجماعي التوظيف الأمثل للطاقات البشرية : {فأعينوني ..}
لقد وظف ذو القرنيين طاقات القوم فيما يحسنوا وطلب منهم العون بالقوة وليس بالمال أو العلم.

14. وضوح التعليمات والأوامر استغلال الموارد المتاحة : {آتوني، انفخوا..}
كان ذو القرنين محدداً فيما يطلبه وواضحاً وضوحاً شديداً، واستخدم ما لديهم من مواد مثل الحديد والنحاس وغيرها .

17. التعليم والتوجيه : فلقد علّمهم ذو القرنين كيفية بناء سد منيع.

18. التعليم بالعمل : وأشركهم في العمل ليكون التعليم واقعاً عملياً ملموسا و ليس نظرياً

19. استخدام القوة في التعمير والإصلاح .

20. تحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقل خسارة ممكنة :
فلقد كان ممكناً لذي القرنين أن يقاتل يأجوج ومأجوج و لكنه فضل عزلهم ودفع شرهم بأبسط الطرق.

21. التواضع ورد الفضل لله :
التوفيق من الله وعلى كل قائد ناجح أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح ولذلك قال ذو القرنين : {قال هذا رحمة من ربي} الكهف 98

هذا، وصلى وسلم على نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين .