يعاني شخص من بين كل تسعة أشخاص في العالم من انعدام الأمن الغذائي، والحالة آخذة في التدهور منذ عام 2015 على الرغم من الجهود المبذولة. ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050م، وسيحتاجون -رغم آثار تغير المناخ- إلى تغذية على نحو كاف!!!
وتحقيقًا لهذه الغاية، على قادة الدول إعادة النظر في الأساليب الزراعية المتبعة والنُظم الغذائية الحالية، وتفعيل مفهوم “القرى الريفية البيئية” من خلال “تنمية ريفية” حقيقية تتجاوز مفهوم دعم مشاريع “الانتاج الريفي” عبر تقديم الدعم المنظوني الكامل وحل المشكلات (الزراعية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية) عبر اتباع أسلوب حياة مستدام فعلياً بتصاميم تعتمد على خيارات السلوك الحضري للمجتمع المحلي؛ كاستخدام منازل صديقة للبيئة، وبدائل التقليل من استخدام الطاقة والمياه ومعالجة المخلفات، وتسويق المنتجات والتصنيع الخفيف، وغيره من عناصر سلاسل القيمة والإمداد؛ فيصبح لدينا قرى ريفية مستدامة بيئياً وزراعياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافيا = إنتاج وتغذية ورفاه =أمن غذائي.
وهناك نماذج وتجارب متعلقة بالقرى البيئية المستدامة، فمثلاً: قرية “فيندهورن” البيئية في اسكتلندا، هي قرية بيئية ناجحة، حيث يعيش السكان في منازل صديقة للبيئة، وتعمل هذه القرى على تحقيق الاستدامة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية من خلال التصاميم المتعمدة على خيارات السلوك الحضري.
كما تقوم بعض الحكومات بوضع أهداف السياسة الشاملة للرفاهية الوطنية ، لتحل محل هدف النمو الاقتصادي، من أجل تحسين الروابط الريفية الحضرية؛ بناء أنظمة غذائية مستدامة، وزيادة جودة حياة الناس، وسعادتهم أو رفاههم الشخصي، حيث توفر القرى البيئية مستوى عالٍ من التنمية والأمن الغذائي والرفاه، لتمكين المجتمع الأوسع من التركيز على عملية تحقيق مستوى أعلى من الرفاهية لجميع السكان من أجل التنمية المستدامة.