الإيمان بمشيئة الله – تعالى – بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن، لا يعنى الاستسلام للظرف والأقوال وعدم الصلابة في مواجهة الصعاب والأزمات ، لأن ذلك يعنى التواكل والخنوع الذي نهى عنه الإسلام ، وهو يدمر الفرد ويمحو شخصيته .
وتفويض العبد المؤمن الأمر لله يكسبه صلابة نفسية تميزه عن غيره، كما تكسبه سمات تساعده على مواجهة مصادر الضغوط، وتجعل لديه القدرة عل توقع الأزمات والتعامل معها بيقين وهدوء نفس.
وهناك ثلاث سمات مميزة للذين يتصفون بالصلابة النفسية :
أولها، درجة عالية من الالتزام واعتقاد قوى بما يقوم به وغياب شعور الاغتراب أثناء تأدية المهام .
وثانيها، درجة عالية من التحدي للقيام بمهامه من منطلق الاعتقاد بأن التغيير حقيقة ينعم بالتعامل معه واستثماره للنمو الشخصي .
وثالثها، درجة عالية من التحكم في أموره الوظيفية والحياتية مع إدراك شخص في قدرتهم على التحكم في مسرات ومضرات الحياة ، أو الثواب والعقاب في الحياة .
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته له، وملاك ذلك الصبر؛ فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل على حسب ذلك، فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به وهو العزيز الحكيم.
وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
كان من دعاء النبي ﷺ : “اللهمَ ! أنتَ ربي لا إلهَ إلا أنتَ ، عليكَ توكلتْ ، وأنتَ ربِ العرشِ العظيمِ ، ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لمْ يشأْ لمْ يكنْ ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِ العظيمِ ، أعلمُ أنَ اللهَ على كلِ شيءٍ قديرٍ ، وأنَ اللهَ قدْ أحاطَ بكلِ شيءِ علما ، اللهمَ ! إني أعوذُ بكَ منْ شرٍ نفسيٍ ، ومنْ شرِ كلِ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها ، إنَ ربي على صراطٍ مستقيمٍ”.