تشير مجموعة من الأبحاث والدراسات إلى وجود آثار سلبية صحية وبيئية، وحتى اقتصادية لاستخدام المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد؛ وينصح خبراء ومختصون في مجال الصحة والبيئة بتقليل استهلاك المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية، وبدلاً من ذلك، الشرب من صنابير المياه العادية!
وإليكم أربعة أسباب جوهرية تساعد على التخلي عن مياه الشرب المعبأة:
أولاً… التلوث الكيميائي
بحسب موقع “وان غرين بلانيت” فإن العبوات البلاستيكية، ولا سيما المصنوعة من “البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) “، يمكن أن تُدخِل مواد كيميائية ضارة في المياه؛ وتعد مركبات ثنائي “الفينول-أ (BPA) والفثالات أ” مركبات شائعة في المواد البلاستيكية، ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تتسرب إلى الماء خاصة عندما تتعرض العبوات البلاستيكية للحرارة أو لأشعة الشمس (التخزين السيئ)، وترتبط بمشكلات صحية، منها الاضطرابات الهرمونية، ومشكلات الخصوبة (الإنجاب)، والتأثيرات المحتملة المسببة لأمراض السرطان والفشل الكلوي.
ثانياً… مصادر المياه
أغلب مياه الشرب المعبأة لا من ينابيع نقية طبيعية، إذ تحصل كثير من شركات التعبئة والعلامات التجارية على مياهها من المصادر العادية للمياه (أنهار وبحيرات، أو تحلية لمياه البحر، أو الآبار الجوفية والارتوازية)، وتخضع لعمليات معالجة، وذلك وفقاً لموقع “مجموعة العمل البيئية”؛ وهناك من يعبأ من الصنبور مباشرة، وقد تباع على أنها مياه من ينابيع طبيعية وآبار؟!
ثالثاً… التكلفة المادية
مياه الشرب المعبأة في عبوات بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مكلفة مادياً مقارنة بتكلفة مياه الشرب من الصنبور؛ ويعني ببساطة أن المستهلك يدفع قيمة أعلى في مياه لا تتميز بشيء -تقريباً- عن مياه الصنبور؛ بل إنه من خلال استخدام مياه الصنبور، وعلاوة على توفير النفقات التراكمية لشراء المياه المعبأة بانتظام التي قد تمثل عبئاً مالياً على البعض، يمكن للأسر أن يثقوا على الأقل في سلامة مياه الشرب من الصنبور!
رابعاً… استهلاك الطاقة والتأثير البيئي
دورة حياة مياه الشرب المعبأة، من الإنتاج إلى النقل والتبريد، تتطلب مدخلات كبيرة من الطاقة؛ ويسهم تصنيع العبوات البلاستيكية وتعبئتها بالمياه ونقلها إلى مواقع مختلفة في ارتفاع إجمالي استهلاك الطاقة المرتبط بصناعة مياه الشرب المعبأة، والبصمة الكربونية المرتبطة بذلك؛ ومن خلال اختيار الشرب من مياه الصنبور (أو المياه المفلترة منزلياً) تقل كمية النفايات الناتجة عن العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ومن ثَمَّ التقليل من التأثير البيئي الإجمالي، ورفع من فرص الاستدامة البيئية!
نخلص إلى… أن مياه الصنبور آمنة للشرب وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، وبوجهٍ عام يمكن الوثوق في مكوناتها الطبيعية؛ وإذا كانت المياه التي تصلكم من شبكة شركة المياه (أو كما يسميها البعض مياه البلدية) محملة بالأتربة والشوائب -كما حصل معي- فعليكم استخدم “منقي مياه” عالي الجودة لإزالة الشوائب والأتربة والشرب منها مباشرة؛ فالمياه المعبأة في عبوات ذات الاستخدام الواحد ليست أفضل، ولا أصح، ولها ضرر على البيئة.