«البرَكةُ مع أكابِرِكم»

  • — الجمعة أكتوبر 11, 2024

ما المقصود بالبركة التي تكون مع الأكابر؟

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى كيفية الحصول على الخير والبركة في كل أمورهم، بالرجوع إلى المجربين من كبار السن الذين خبروا الحياة، فيقول صلى الله عليه وسلم: «البرَكةُ مع أكابِرِكم»؛ «البرَكةُ» هي النمو والزيادة في الخير، حاصلة «مع أكابِرِكم»، من الشيوخ والعاقلين من متقدمي السن والمكانة؛ لأنهم غالباً يكون قد سكن شرهم، ولزموا الوقار، وعرفوا مواضع الخير، فأصبحوا مجربين للأمور، وهم مع ذلك محافظون على تكثير الأجور والثواب، فجالسوهم؛ لتقتدوا برأيهم؛ ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوقيرهم وإجلالهم، كما في حديث أنس -رضي الله عنه-: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا».

وفي الحديثِ: حَثٌّ على طَلبِ البَركةِ والتماس أسبابها في الأُمورِ، والنَّجاحِ في الحاجاتِ بمُراجعةِ الأكابرِ من أهل الدين والعقل بتوقيرهم وإجلالهم وعشرتهم والتعلم منهم.

ويشهد لمعنى الحديث، ويبين مفهومه لدى الصحابة-رضي الله عنهم- له، ما يُروَى عن فقيه الأمة ابن مسعود -رضي الله عنه-، أنه قال: “لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عَنْ أكابرهم”.

يجب على الصغير إجلال الكبير حفظا لحرمة ما منحهم الحق الله تعالى من العلم والمعرفة وطول العمر والمكانة ؛ والتذكر دائماً أن أصاغر اليوم غداً سيصبحون أكابر ؛ فالشباب يذهب، والحياة لا تدوم، والغنى لا يستقر، والصحة لا تستمر؛ فلا يغتر بصحته أو منصبه أو غناه أو شبابه أو قوَّته أو فراغه فإنه لا يبقى له منها شيء؛ وما تفعله اليوم يعود لك غداً!

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لكل خير، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وصل اللهم، وسلم على نبينا محمد وآله وصحبة.