«معتقداتك تصبح أفكارك، أفكارك تصبح كلامتك، كلامتك تصبح أفعالك، أفعالك تصبح عادتك، عادتك تصبح قيمك، قيمك تصبح نَتِيجَة»!
القيم هي من أعمق المعتقدات والشعور التي ينتمي إليها الإنسان، وهي مجموعة الأخلاق والعادات الاجتماعيّة والسلوكيّة والمبادئ والمثل التي ينشأ عليها الفرد، فكل شخص لديه مجموعة أساسية من القيم، تتراوح بين النماذج الشائعة مثل العدالة الاجتماعية، والإيمان بالعمل الجاد، إلى المزيد من القيم على الجانب النفسي، مثل الاعتماد على الذات، والاهتمام بالآخرين، وانسجام الأغراض.
تعد القيم مهارات يمكن لقلوبنا وعقولنا الارتباط بها من أجل التطبيق العملي في الحياة. وهي تختلف عن القدرة الجسدية، وتعكس القيم التي نتقبلها، ونؤيدها؛ مثل القدرة على الالتزام بالمواعيد، والقدرة على التنظيم، والقدرة على الإتقان العمل.
وتسمى القيم بالقدرة على القيام بالفعل (الأمانة، العطاء، الوفاء، الايثار، العطف، القناعة…) فعندما تصبح القيم مشاعر تتحول إلى قدرات، والقدرات تتحول إلى دوافع، ومواقف، وآراء؛ فالمواقف هي القيم الحيوية، وأراء القيم العقلية، ودوافع القيم الجسدية.
للقيم أهمية في بناء شخصيّة قويّة ناضجة ومُتماسكة، وهي إحساس الفرد بالمسؤوليّة، بالاستقرار والتّوازن في الحياة الاجتماعيّة، وتساعد على كسب ثقة النّاس ومحبتهم، وإكساب الفرد القدرة على التّأقلم مع الظّروف برضا وقناعة، وتشكيل نمط عام للمجتمع، وقانون يُراقب تحركاته.
عندما تقوم بالبحث في حياة أشخاص ذائِعي الصّيت، فستجد كيف دفعت القيم الشخصية بهم إلى الارتقاء والتميز في مجالاتهم، فمثلاً هناك من يشكل الالتزام بقيمة المسؤولية أو العدالة الاجتماعية دافعاً يجعله يقوم بأعمال مرتبطة بهذه القيمة فجعلته مشهوراً بها، ويُشَارُ إليه بالبَنَان. والحال نفسه مع المنظمات، فالإيمان بالقيم المؤسسية في المنظمات والالتزام بها وتنفيذها من المؤكد تتبعها إنجازات ونجاحات سواء كانوا مرؤوسين أو رؤساء.
لذلك يعد الالتزام بالقيم المؤسسية عاملاً أساسيًا في بناء منظمة قوية ومستدامة، وتكمن قوة القيم المؤسسية في تأثيرها وتوجيهها لسلوك الموظفين واتخاذ القرارات المناسبة بناءً عليها؛ فهي تعكس المبادئ والمعتقدات الأساسية التي تحكم سلوك المنظمة، وتوجهها نحو تحقيق أهدافها، ومن خلال تعزيز هذه القيم وتجسيدها في الثقافة المؤسسية، وتصبح جزءًا أساسيًا من هوية المنظمة، وتعزز سمعتها وسمعة العاملين وعلاقتها بالأطراف المختلفة على المستوى التنظيمي الرأسي والأفقي، والمجتمعي.