«التفكير حسب الرغبة»

  • — الأربعاء يونيو 11, 2014

التفكير حسب الرغبة (أو التفكير بالتمني Wishful Thinking) هو تكوين الاعتقادات والتطلعات واتخاذ القرارات القائمة على رغبات الفرد بتمني ما يريده عوضًا عن التفكير الذي يستند إلى الأدلة أو العقلانية أو الواقعية.

وصف الكاتب والصحفي البريطاني “كريستوفر بوكر” التفكير بالتمني بأنه: ” دائرة الخيال”… ذلك النموذج المتكرر في حياة الأشخاص، وفي السياسات، وفي التاريخ ومتكرر أيضًا في القصص. عندما ننخرط في عمل نندفع نحوه، بسبب التفكير بالتمني ودون وعي، فهنا قد تبدو أن كل الأمور على ما يرام لفترة من الزمن، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه “مرحلة الحلم”، ولكن، بسبب عدم التوافق بين هذا الاعتقاد الظاهري والواقع، تظهر “مرحلة الإحباط” التي عندها تبدو الأمور على غير ما يرام مما يتطلب بذل المزيد من المجهود لرؤية هذا الخيال على أرض الواقع، ومع ضغط الحياة الواقعية تأتي “مرحلة الكابوس”، وفيها يكون كل شيء على عكس ما نريد، ويصل لذروته حيث يحدث ” الانفجار عند الاصطدام بالواقع” حينما يتلاشى الخيال.

وهم وتشتيت انتباه

التفكير بالتمني يعتمد على مناشدة العاطفة لما قد يكون وهماً، وتشتيت الانتباه بعيدًا عن الموضوع الأساسي؛ وقد يؤدي هذا النوع من التفكير إلى عمى عن نتائج غير مقصودة (طائشة)؛ فالإضافة إلى أن هذا التفكير حسب الرغبة يعد انحرافًا معرفيًا وطريقة سيئة لاتخاذ القرارات، وفيه مغالطة لأننا نريد أن نري شيئاً افتراضياً صوابًا أو خطأً، وأن يكون بالفعل كما رغبناه؟!!

فإذا كان “التمني” لديه القدرة على الإلهام، وإشعال الطموحات والتطلعات، فهو أيضاً لديه القدرة على أن يقودنا إلى سلوك الطريق الخاطئ والإحباط؛ يغذي التوقعات غير الواقعية، ويحجب الرؤية الصحيح واتخاذ القرار السليم.

لذلك، ومن خلال الوعي بجاذبية التمني وتطوير القدرات على التمييز بين رغباتنا والواقع الموضوعي، من خلال الخبرة المكتسبة وتقاسم المعرفة الأكثر عمق واتزاناً؛ يعزز توازناً أكثر انسجاماً بين رغباتنا والطريق الذي نسير فيه على أرض الواقع.