قد يظن البعض أن استخدام الوزن الحي للماشية كمقياس يتميز بسهولة فهمه وربطه بعملية البيع والشراء، ولكن، هناك بعض المثالب، بسبب وجود اختلاف كبير بين الوزن قبل وبعد الذبح قد يصل في بعض الأنواع إلى النصف تقريباً؛ وذلك بسبب عدة عوامل مؤثرة في الوزن، التي منها، “نسبة التصافي في الذبيحة”
نسبة التصافي في الذبيحة
نسبة التصافي مصطلح لوصف الاختلاف بين وزن الذبيحة قبل وبعد الذبح؛ هي نسبة وزن الذبيحة قبل الذبح وصافي وزن الذبيحة بعد والذبح السلخ والتنظيف؛ وتوجد عادة نسبة تصافي معروفة لكل ذبيحة؛ ففي الأغنام مثلاً تكون نسبة التصافي من ٤٠ إلى ٤٥% وفي بعض الأنواع قد تتجاوز 50%.
وهناك عدة عوامل تؤثر في هذه النسبة، وتتأثر بها الذبيحة:
- السلالة والعمر: تتراوح نسبة اللحم الصافي في الخروف بين 40% و50 % وذلك حسب عمر الذبيحة وسلالتها، فبعض الأنواع مثل البلدي يوجد كمية كبيرة من الدهن في مؤخرتها تقلل من صافي اللحم.
- الوزن الإجمالي: وزن الذبيحة الإجمالي يؤثر بشكل كبير على نسبة التصافي بعد الذبح، فالوزن المثالي للأغنام للحصول على أفضل نسبة تصافي هو تقريباً (٦٠) كيلو جرام.
- حجم الأحشاء وامتلاؤها: امتلاء الكرش بالطعام يعطي زيادة غير حقيقية في وزن الحيوان قبل الذبح مما يؤثر سلباً في نسبة التصافي، لذا يفضل منع العلف قبل الذبح بمدة لا تقل عن 12 ساعة.
- حجم الأَلْية: في الأغنام كبيرة الأَلْية (اللية) يزداد الوزن المفقود بعد الذبح -وبعد التشفيه- لزيادة نسبة الدهون خاصة لمن لا يرغبون الاستفادة منها.
- حجم الرأس والقرون والأظلاف: الماشية كبيرة حجم الرأس والقرون والأظلاف يساعد على زيادة الوزن قبل الذبح وزيادة الوزن المفقود بعد الذبح.
- حجم الشحوم (الدهون): هناك أنواع مختلفة من الأغنام، وكل صنف يختلف عن الآخر بنسبة اللحم والدهون، فمثلا، بعض الأغنام (الخروف البلدي) تكون فيه نسبة الدهن أكثر من غيرها، والعكس من ناحية اللحم أكثر في أنواع أخرى. ولكن، وبشكل عام، فإن نسبة اللحم والدهون والعظام في الغنم قد تصل ما بين 50% إلى70% من وزنه بعد الذبح وفصل كل المكونات الأخرى -الجلد، والأحشاء، والرأس والأظلاف، واللية- التي تذهب إلى المسالخ دون مقابل.
- الغش: يلجأ بعض المربين إلى تغذية الأغنام بعد تجويعها وتعطيشها وحصولها على كميات كافية من المياه قبل البيع لزيادة الوزن قبل الذبح، كما يعمد البعض إلى إضافة الملح مع العلف كي تشرب الكثير من الماء، ويزيد وزنها ظاهرياً عند البيع، مما يقلل نسبة صافي اللحم.
الخلاصة… عملية البيع بالوزن الحي تحتاج إلى جهد في عملية مراقبة وضبط كامل سلسة التوريد؛ من المزرعة، وحتى تصل المستهلك النهائي، ولا تنفلت الأسعار؛ فهي ليست -كما يعتقد البعض- كوزن الدواجن التي تباع مذبوحة ومسعرة؛ لذلك هناك أهمية للقيام بجهد توعوي لا يقل عن الجهد الرقابي؛ وذلك بقيام الجهة المختصة بإصدار دليل إرشادي (تطبيق) مبني على تجارب أهل الخبرة والاختصاص، ويتضمن كامل التفاصيل وتصنيف الأغنام حسب السلالة والعمر، ونسبة التصافي، ومميزات كل صنف، ومؤشر لمتوسط الأسعار للمستهلك كي يكون الجميع على بينه.
وفق الله الجميع لما فيه الصالح العام… آمين