(الجزء الأول)
قدرة المدير على جعل الأمور في نصابها الصحيح ليست مهارة فطرية «لا أحد يولد وفي يده قلم المدير»؛ بل يمكن تعلُّمها بالممارسة، ومما لا شك فيه أن ممارسة الإدارة تتطلب توفر مؤهلات معينة لكنها كذلك تحتاج تعلُّم بعض الضوابط الإدارية التي تعمل كأدوات تُوسِّع من دائرة مهارات المدير وتُمكِّنه من تحقيق انجازات كبيرة لم يكن ليحققها بدون هذه الضوابط.
هذه المقدمة أشار إليها Jim Burkett في كتابه الصادر بعنوان The Learned Disciplines Of Management أي الضوابط الإدارية القابلة للتعلُّم .
يُعتبر المؤلف من خبراء إدارة التغيير على مستوى العالم؛ حيث استطاع من خلال ترأسه لشركته الاستشارية أن يُجري تحولات كبيرة في شركات متعثرة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوربا، استطاع خلال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية أن يساعد 28 من الشركات ذات الأداء الضعيف على إجراء تحولات كبيرة فيها، وتحويلها إلى شركات كبيرة بواسطة تطبيق و ممارسة “الضوابط الإدارية القابلة للتعلُّم”.
يشير المؤلف إلى أن مجموعة أدوات المدير التي في جعبته قد تكون تقنيات إدارية وصلت إليه من سلفه، أو أساليب إدارية مررها إليه رئيسه.
لكن السؤال يظل قائماً: هل هي الأدوات المناسبة؟
هل هي الأدوات التي تجعل المدير كفؤا بحيث تمكنه من جعل الأمور في نصابها الصحيح؟
بعبارة أخرى هل مجموعة أدوات المدير تضم الضوابط الإدارية السبعة؟
يقول المؤلف إن مجموعة أدوات المدير يجب أن تضم الأدوات والضوابط التالية:
- التخطيط : تحديد الأهداف المناسبة والوسائل الضرورية لتحقيق تلك الأهداف.
- التنظيم : ترتيب طريقة أداء النشاطات بالكيفية التي تؤدي إلى تعظيم النتائج وتقود إلى الاستخدام الأمثل للموارد.
- قياس الأداء : قياس مدى جودة أداء النشاطات، وإدراك أن ما يمكن قياسه يمكن إدارته ويمكن إنجازه.
- التنفيذ : تنفيذ النشاطات الرئيسة والتأكد من أدائها وإنجازها بصورة مُرضية.
- المتابعة : التثبت من/ وتعزيز النتائج الأدائية الممتازة من خلال التغذية المرتجعة وانتظام الأنشطة ومساءلة المرؤوسين.
- تقديم التقارير في الوقت الصحيح : نشر معلومات الأداء الآنية في جميع أنحاء المنظمة لتسهيل عملية جعل الأمور في نصابها الصحيح.
- حل المشكلات : استخدام التغذية المرتجعة لتحديد ومعرفة وحل المشكلات.
يقول المؤلف إن هذه المبادئ قد تمت ممارستها واختبارها والتحقق من فعاليتها وإن ممارستها بصورة ماهرة هو سر الفعالية الإدارية والنجاح للمدير.
الضابط الأول : التخطيط
الضابط الإداري الأول الذي يُمكن تعلُّمه هو التخطيط. إن التخطيط الفاعل يجب أن يجيب عن سؤالين حيويين هما: ما هي أهداف الشركة أو المنظمة؟ وما هي الوسائل المعينة على تحقيق تلك الأهداف؟ إن التخطيط هو أداة يشبه إلى حد بعيد المخَطَط البنائي؛ فالمخَطَط البنائي يرسم أهداف المشروع ويحدد أفضل الوسائل المعينة على تنفيذه. هذه العناصر تجعل الخطة قابلة للتنفيذ، وتعمل على توجيه وإعلام وإرشاد الإدارة لتحقيق نتائج ناجحة.
الشركات المتعثرة مالياً يكون سبب تعثرها في كثير من الأحيان هو وصولها إلى أهداف مخططة بصورة خاطئة. وهذا يحدث عندما «تصارع» الإدارة من أجل البقاء، فعندما تفشل خطتها تحاول تجريب أخرى. وعندما تقوم بسن تلك التغيرات في الخطط يحدث التسويات أو الحل الوسط، ويزداد ضعف كل خطة ويقل مستوى طموحها عن سابقتها. هذه العملية تزيد من تدهور الفعالية الإدارية والأداء، وتزيد من تعريض مستقبل الشركة للخطر.
يتطلب التخطيط الفعّال من الإدارة أن تضع الأهداف الصحيحة؛ فهي الملجأ الوحيد لها. ما لم يتم حشد الشركة او المنظمة تجاه الأهداف الصحيحة ستسير الجهود في الاتجاه الخاطئ وستُهدر الموارد.
لا يجب فقط أن تكون أهداف الخطة صحيحة ولكن أيضاً يجب أن تكون محددة وقابلة للقياس. التحديد يتطلب الصرامة الإدارية في الوصول إلى التفاصيل الدقيقة للأهداف. عدم التحديد هو أحد أسباب إعاقة التقدم نحو تحقيق أهدافها. الأهداف الغامضة تجعل الخطة غير قابلة للقياس مما يُصعِّب عملية إدارتها. قابلية القياس تعزِّز من قابلية المرونة، وتعتبر حاسمة في الوصول إلى أهداف الخطة (ووسائلها).
الخطة الفاعلة تضع أساس نجاح الإدارة لكونها تضع الأهداف بصورة سليمة، وتُحدِّد بشكل سليم الوسائل المعينة على بلوغ تلك الأهداف وجعلها محددة وقابلة للقياس.
بارك الله في علمك ونفع الله بك اﻷسلام والمسلمين..يجب على المسلم ان يتعلم من المفكرين سواء كانت علوم شرعيه او علميه اولا” يرفع الجهل عنه ثانيا” يكون معلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففيه خيرا” كثير بهاذا نكون مسلمين أقوياء