تهذيب النفس

  • «اليَئوسٌ الكَفورٌ» و «الفَرِحٌ الفَخورٌ»

    جاء في القرآن الكريم في سورة هود ذكر للإنسان «اليئوس الكفور» في قوله تعالى: ﴿وَلَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعناها مِنهُ إِنَّهُ لَيَئوسٌ كَفورٌ(٩)﴾. ثم الإنسان «الفرح الفَخورٌ» في قوله ﷻ: ﴿وَلَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخورٌ(١٠)﴾، ثم استثنى مَنْ وفَّقه الله وأخرجه من هذا الخُلُق الذميم […]

  • «شر النفوس وسيء الأعمال»

    يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في القصيدة النونية الكافية الشافية : سبحان رب الخلق قاسم فضله … والعدل بين الناس بالميزان لو شاء كان الناس شيئا واحدا … ما فيهم من تائه حـــــــيران لكنه سبحانه يختص بالفضـ … ـل العظيم خلاصة الإنســــــان وسواهم لا يصلحون لصالح … كالشوك فهو عمارة النيــــــران وعمارة الجنات هم […]

  • «مَارِسَ حَقِيقَتَك وأطمئنَ»

    قد يُسيءُ بعضُ الناسِ بكَ الظنَّ، وقد يظنّكَ آخرون أطهرُ من ماءِ الغمام. ولن ينفعَكَ هؤلاءِ، ولن يضرَّكَ أولئِك. الأهمُّ والمهمُّ مارسٌ حقيقتك، وما يعلمهُ اللّهُ عنكَ. فأنتَ تعرفُ منْ أنتَ، واللّهِ أعلمُ بحالكَ ونيّتكَ. ومًا كتبهُ اللّهُ لكَ لنْ يأخذهُ غيركَ، وما كتبهُ اللّهُ لغيركَ لنْ يأتيكَ. فأصلحَ ما بينكَ وبينَ اللّهِ، ثمَّ أمضي […]

  • ||زلازل الدنيا وزلزال الآخرة||

    الإلف حجاب؛ بمعنى أن الإنسان قد لا يتوقف متأملاً الأشياء التي ألفها حتى يحدث انقلابًا في معهود الأشياء، حينئذ يشعر بحقيقة نعم الله! نجد أن الناس لا يحسون بنعمة قرار الأرض إلا حينما تميد الأرض من تحتهم، فيشعر الجميع بضعفهم الشديد أمام قوة الله التي لا يحدها حدود، فيعلمون أن قرارهم على الأرض مرهون بعناية […]

  • «حُسْنَ الخاتمة»

    ليس المقصود من حسن الخاتمة أن تموت و أنت في المسجد أو على سجادة الصلاة أو تموت و المصحف بين يديك. فقد مات خير البرية جمعاء -ﷺ- و هو على فراشه. مات صديقُه الصديقُ أبو بكر -رضي الله عنه- و هو خيرُ الصحابة على فراشه. مات خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على فراشه و […]

  • «التركيز جوهر الإنجاز المتميِّز»

    تمرّ بالمرء أوقات يكاد يشتعل فيها نشاطاً وحماسةً وتوثّباً، ويتعجب من أين يأتيه كل هذا الوقود المشع، والمزاج المبتهج. فليعضّ على هذه الأوقات بالنواجذ، وليضاعف فيها العمل إلى أقصى الطاقة، لأنها لا تدوم، وسيعود لحال من السكون، والبرود. وهذا معنى شائع، ومعروف، ولكن الذي ينبغي إلحاقه بهذا المعنى، أن يسعى المرء لتوفير البيئة المناسبة للظفر بهذا المزاج المتوقد، والذهن المستعد للتركيز. وهكذا، فلو تستخلص من وقتك بضع ساعات كل أسبوع -مثلاً- للقيام بعمل محدد […]

  • «البَرَكَةُ»

    البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، كما تطلق على النماء والزيادة (عكس النقص)؛ فإذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير زاد نفعه، ولهذا كانت البركة امرا مهم وضروري في حياة المسلم؛ والعبد المؤمن في هذه الحياة يطمع أن يزاد في عمره على الخير وطاعة الله، وأن يبارك له في محبوباته وكل شيء في […]

  • «فتن الإبتلاء بالشر والخير»

    “خلق الله -جل وعلا- الدنيا لتكون داراً للابتلاء والاختبار، ومن ثم فإنه جعل الإنسان يتقلب فيها بين المنشط والمكره، والرخاء والشدة، والخير والشر؛ ليرى سبحانه كيف يصنع هؤلاء العباد، وكيف يطلبون مراضيه في جميع الأحوال، قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾، يقول العلامة ابن القيم –رحمه الله- […]

  • «وراثة الكتاب الجليل»

    قال الله ﷻ: ﴿وَالَّذي أَوحَينا إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبيرٌ بَصيرٌ﴾٣١﴿ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبيرُ﴾٣٢﴿جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلونَها يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤلُؤًا وَلِباسُهُم فيها حَريرٌ﴾٣٣ ﴿وَقالُوا الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي […]

  • «كن مُحسنًا حتى وإن لم تلق إحسانًا»

    لن يقاسمك الوجع صديق ، ولن يتحمل عنك اﻷلم حبيب ، ولن يسهر بدﻻ منك قريب ، اعتن بنفسك ، واحمها ، واهتم بها، وﻻتعطي اﻷحداث فوق ما تستحق . تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك ، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك ، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك ، لا […]

  • ||سلامةِ الصَّدرِ||

    سمي القلب صدرا لحلوله به، وفي التنزيل العزيز: قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله [آل عمران: 29]. والسلام والسلامة: البراءة. وقيل: “القلب السليم الذي يحب للناس ما يحبه لنفسه، قد سلم جميع الناس من غشه وظلمه، وأسلم لله بقلبه ولسانه، ولا يعدل به غيره”. وقيل: “القلب السليم هو الذي ليس فيه […]

  • 〘مَشْهَدُ التَّوْحِيدِ〙

    مشهد التوحيد وهو أن يشهد [العبد] انفراد الرب تبارك وتعالى بالخلق والحكم،  وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه ، وأن الخلق مقهورون تحت قبضته، وأنه ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابعه، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه، فالقلوب بيده، […]

  • «نماذج للجدارة الإدارية في الإسلام»

    أولى الإسلام “الجدارة الإدارية” اهتماما كبيرا وخص من يقوم بإدارة شؤون الغير على أن يكون اختياره بناء على مقاييس موضوعية، وإحسان العمل (جدارة) من خلال كافة مراحل الادارة أو مراحل الانتاجية (الخدمة)، بحيث يكون المخرج النهائي في أحسن صورة [يحقق المستهدفات والرغبات]. فالله -ﷻ- يحب الإحسان في كل شيء والأداء بأحسن كفاءة ممكنة، والقدرة هي […]

  • «التفريط في وقت الامكان»

    قال الله ﷻ: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُلهِكُم أَموالُكُم وَلا أَولادُكُم عَن ذِكرِ اللَّهِ وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ(٩) وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ(١٠) ﴿وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفسًا إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ(١١)﴾ [ سورة […]

  • «خَطيئةُ الكِبْرِياء»

    الكبرياء هو تَقْدير الذَّات تَقْديرًا مُتجاوِز الحَدّ، وشُعورٍ مُفْرِط بقيمته وأَهمِّيَّته بحيث يعتبر نَفْسَه أَفْضل من غيره ولا يرى لأَحَد عليه حَقًّا. وجاء في كتاب رياض الصالحين، للإمام النووي -رحمه الله- عدد من الأحاديث عن الأكبر والإعجاب بالنفس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، […]

  • ||الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة، والظلم||

    كان النَّبيُّ -ﷺ- كثيرَ الدُّعاءِ لربِّه، وقد علَّم أمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ النافعةِ لهم، ومنها قوله -ﷺ-: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم وأظلم» أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة. وفي رواية:« … من الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة …». قوله-ﷺ-:«اللَّهم إني أعوذ بك من الفقر» […]

  • «نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، بَغَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ»

    يروي عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ أنه خَرَجَ رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ فقال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ، أو الْعَقِيقِ فَيَأخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، بَغَيْرِ إِثْمٍ، باللهِ عزّ وجل ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟». قالُوا: كُلُّنا يَا رَسُولَ اللهِ، قال ﷺ: «فَلأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إلى المَسْجِدِ فَيَتَعَلَّم آيَتَيْنِ […]

  • «العلم العظيم والحقِّ المبين»

    قال الله ﷻ: ﴿ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَّقينَ﴾ [البقرة: ٢]. قوله: ﴿ذلك الكتاب﴾؛ أي: هذا الكتاب العظيم، الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم والحقِّ المبين. ﴿لا ريب فيه﴾ فلا ريب فيه ولا شكَّ بوجه من الوجوه، ونفي الرَّيب عنه يستلزم ضده إذ […]

  • «الدُّعَاءُ بِالْعَافِيَةِ»

    سؤال الله العافية، أي بدوامها واستمرارها من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها؛ فإذا عفيت في دينك ودُنْياك، يسَّرَ الله لك شؤون حياتك، وستر عوراتك، وأمن روعاتك، وسلَّمك من فجاءة النقمة والحوادث، ومن شر الفواجع والكوارث، ونجوت بإذن الله من فتن الشُّبُهات، وفتن الشهوات. فعن ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَنْ […]

  • {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}

    قال أبو بَكْرٍ الصديق-رضي الله عنه-: يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}؟! فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟! فقال رسولُ اللهِ-ﷺ-:«غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ؟»، قال: بلى. قال: «فهو ما تُجزَوْنَ به». في هذا الحديث الصحيح تسلية بالغة وإعلام […]

  • طريق “ذَاتِ الشَّوْكَةِ”!

    بلغ النبيّ -ﷺ- أن قافلةً لقريش يقودها أبو سفيان في طريقها من الشّام إلى مكّة؛ فيها ألف بعيرٍ موقّرةٌ بالحرير والبضائع الثّمينة، وليس معها أكثر من أربعين رجلاً في رحلتها. ومن الطبيعيّ أن يرى المسلمون الذين أخرجوا من ديارهم فرصةً لاسترداد بعض الحقّ الذي اغتصبته قريش منهم؛ فقد اغتصبت دورهم وأموالهم وتجاراتهم عقب هجرتهم من […]

  • «مراتب الإحسان إلى الناس»

    قال ﷲ ﷻ: ﴿قَولٌ مَعروفٌ وَمَغفِرَةٌ خَيرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتبَعُها أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَليمٌ﴾ [البقرة: ٢٦٣] ذكر العلامة ابن سعدي (رحمه الله) في تفسيره ، أن الله -عز وجل- ذكر أربع مراتب للإحسان: المرتبة العليا: النفقة الصادرة عن نية صالحة ولم يتبعها المنفق منًّا ولا أذى. ثم يليها قول المعروف وهو الإحسان القولي بجميع وجوهه […]

  • تغايير التيوس في “وسائل التواصل اللا اجتماعية”…؟!

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: «اسْتَمِعُوا عِلْمَ الْعُلَمَاءِ، وَلا تُصَدِّقُوا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمْ أَشَدُّ تَغَايُرًا مِنَ التِّيُوسِ فِي زُرُبِهَا» إنّا لنعلَمُ يقيناً، أنّ خطاب خبر الأمة هاهُنا؛ إنّما يتوجّه نحو (علماءَ) القرون الأُولى ممن حازوا السّابقة في الفضيلة، على النحو الذي أظفرهم «الخيريّة» بكلّ حمولتها الدّالةِ على الاصطفاءِ تفضيلاً! […]

  • «الطوافون سرَّاق الأوقات»

    العقل كأسٌ يأبَى إلا أن يُملأ، فإن دَفَقْت عليه صافي العلومِ ونبيلَ الفِكَر، فاض على قلبك وجوارحك بالفضائل ومحاسن الأخلاق، وإن أهملتَه مُلئ بعَكِر الأفكار وآجِنها وأسوأ الخصال؛ فوثب عليك وَثْبَ الصائل. يطوِّف علينا وباختيارنا عالمٌ بعلمه، وأديب بأدبه، وقارئٌ ينثر درَّ قرأته للكتب المفيدة. كذلك يطوِّف علينا سرَّاق النفائس -نعني سُرَّاق الأوقات والأخلاق والرضى- […]