-
«نبذِ الأنداد من تمام العبادة والتعظيم والمحبة لربّ العباد»
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾ [البقرة:165]. إنّ من تمام العبادة والتعظيم والطاعة والمحبة لله تعالى ألا يتخذ العبدُ ندًّا له سبحانه؛ سواء كان مَلَكًا، أو نبيًا، أو صالحًا، أو صنمًا، أو متاعًا أو غير ذلك، والند هو: “النظير المناوئ، تقول: فلان ند […]
-
«عُمَّارُ المساجد حِسّيًّا ومَعْنويًّا»
عُمَّارُ المساجِد بيوت الله -العِمارةَ الحِسّيّة- بِرَفْعِ بنائها؛ هم صفوةُ الخلقِ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعِهم بإحسان إلى يوم الدين. والمسجد له دور في حياة المسلمين، فهو أساس شخصية المسلم وتكوين خُلقه وعبادته وعلاقته بربه والمؤمنين؛ فالمسجد يُعدّ مركز تربية وتهذيب للنفس؛ فمن المسجد تصعد الأعمال الصالحة، وفيه تنزل الرحمة، وتتهذب الأخلاق، وتصفو النفوس، […]
-
هَلُمِّي ما عندكِ!
دخلَ أبو طلحة الأنصاري يوماً على زوجتهِ أم سُليم -رضي الله عنهما- فقال لها: قد سمعتُ صوتَ رسول الله -ﷺ- ضعيفاً، أعرفُ فيه الجوع، فهل عندك شيء؟ فقالت: نعم، وأخرجتْ أقراصاً من شعير. فأرسل أبو طلحة أنسَ بن مالكٍ -رضي الله عنه- ليدعو النبي -ﷺ-، فذهبَ أنسٌ فوجده جالساً في المسجد ومعه الناس، فلما رآه […]
-
جوهر الإحسان.. تعظيم الله وخشيته في السر والعلن
قال الله عزّ وجلّ: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران:163] لو شبهنا مراتب الدين بالجبل الأشمّ لكانت مرتبة الإحسان هي قمته السامقة التي يسعى المؤمنون للوصول إليها وإدراكِها، وهم في سعيهم درجاتٌ بعضُها أعلى من بعض، وفي جواب النبي ﷺ عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإحسان، قال مبيّنًا معنى […]
-
{وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ}
{وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ}: فلا يتصرَّفُ منهم متصرِّف، ولا يتحرَّك متحرِّك، ولا يسكن ساكنٌ إلا بمشيئتِهِ سبحانه وتعالى، وليس لأحد من المربوبين -مؤمن أو كافر- الخروجُ عن ملكه وسلطانِهِ، بل هم مدبَّرون مقهورون؛ فإذا كان هو القاهرَ وغيرُه مقهورًا؛ أن العالمَ مربوبٌ محدث مُدَبَّر، له رب يصرِّفه كيف يشاء، وكان هو المستحقَّ للعبادة. {وَهُوَ الحَكيمُ […]
-
«لا سموَّ بلا دين، ولا دينَ بلا خُلُق»
إن الأخلاق أصول الحياة؛ سُئل النبي – ﷺ-: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسنٌ». ولك أن تصغي إلى هذا السرد النبوي في فضائل الأخلاق: فعن عمير بن قتادة رضي الله عنه: سُئل رسول الله -ﷺ-: «أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا». وقال -ﷺ-: «لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ». وقال-ﷺ-: […]
-
كتاب «المستجاد من فعلات الأجواد»
مدح أبو طالب النبيَّ محمد -ﷺ-، فقال فيه: وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوَجهِه… ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ. يعني أنه يطعم اليتامى، ويعصم الأرامل مما يسوءهن، وكان هذا خُلُقه -ﷺ- قبل النبوة وبعدها، غير أنه بعد النبوة والوحي صار هذا خُلُق أمة لا يزال فيها الخير. ولما كان جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- يعيل يتيمات اشترى […]
-
« المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا»
قال -ﷺ-: «ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ» في هذا الحديث بين لنا النبي -ﷺ- أحوال المؤمنين مع الله، وأوضح أن المؤمن بشر يصيب […]
-
«وما السّنّة والجماعة؟»
[ مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق، والتي قال عنها الامام احمد بن حنبل ينبغي أن تكتب على أبواب المساجد و أن تعلم للأزواج و الأولاد ] قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): جاء في باب مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة […]
-
{توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ}
“لا سَبيلَ إلى مَعرفةِ اللهِ إلَّا بمعرفةِ أسمائِه وصِفاتِه، والتفَقُّهِ في فَهمِ مَعانيها.” لقد اشتَمَل القُرآنُ الكريم ما لم يَشتَمِلْ عليه غيرُه، من تفاصيلِ ذلك، وتوضيحِها والتعَرُّفِ بها إلى عبادِه، وتعريفِهم لنَفْسِه؛ كي يَعرِفوه، فقد خَلَق اللهُ الخَلْقَ لِيَعبُدوه ويَعرِفوه، فهذا هو الغايةُ المطلوبةُ منهم، فالاشتغالُ بذلك اشتِغالٌ بما خُلِقَ له العَبدُ، وتَرْكُه وتضييعُه إهمالٌ […]
-
«انتظارُ الفَرَجِ»
الضَّعْفُ قدَرُ اللهِ في البَشرِ، وسِمَتُهم في الوجودِ. وأشدُّ ما يكونُ ذلك الضَّعْفُ عند انعدامِ الحيلةِ، وجُثُومِ البلاءِ، واستبهامِ وجوهِ الأسبابِ، وانسدادِ أُفُقِ الفرَجِ في الواقعِ المنظورِ، وانقضاضِ جنودِ اليأسِ على مملكةِ القلبِ الضعيفِ المكْلُومِ بالتَّحزينِ والتخريبِ؛ شأنَ طبيعةِ اليأسِ البشريِّ التي أبانَها الخالقُ -سبحانه- بقولِه: {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا} [الإسراء: 83]. بَيْدَ أنَّ […]
-
البصيرة
حقيقة البصيرة فإنها ما يكون به اتضاح الحق من الباطل، وإدراك الأمور على حقائقها، فهي اسمٌ للإدراك التام الحاصل في القلب، وأصل ذلك من الظهور والبيان، والله -تبارك وتعالى- وصف هذا القرآن بأنه بصائر {هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)} [سورة الجاثية]، أي: أدلةٌ، وهدى، وبيان يقود إلى الحق، ويهدي إلى الرشد. والبصيرة […]
-
«البرَكةُ مع أكابِرِكم»
ما المقصود بالبركة التي تكون مع الأكابر؟ أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى كيفية الحصول على الخير والبركة في كل أمورهم، بالرجوع إلى المجربين من كبار السن الذين خبروا الحياة، فيقول صلى الله عليه وسلم: «البرَكةُ مع أكابِرِكم»؛ «البرَكةُ» هي النمو والزيادة في الخير، حاصلة «مع أكابِرِكم»، من الشيوخ والعاقلين من متقدمي السن […]
-
هل تأملت في حياتك نهراً؟!
ذكر الروائي الفرنسي “أندريه موروا” قصة رسام مغمور لم يستطع بيع لوحة واحدة من لوحاته، فزاره صديق له صحفي، فرقَّ لحاله البائس، وأشار عليه أن يدعي ابتكار أسلوباً جديداً في الفن، ويسميه: “الطريقة النفسية التحليلية”؛ وقال له: ‘هل يمكنك أن ترسم لي بعض اللوحات التي تحوي كلاماً فارغاً؟ مثلاً، امرأة جميلة وحولها أوراق مالية كناية […]
-
«اتَّبِعوا ولا تبتدِعوا»
طريقُ أهل الإيمان والتوحيد لُزومُ السنة، واتِّباعُ الأثر، ونبذُ البدع والخُرافات، وردُّ المُحدثَات والضلالات، والبراءةُ منها ومن أهلِها. مضَت الصحابةُ والتابِعون وأتباعُهم وعلماءُ السنَّة على هذا مُجمِعين مُتَّفقين. يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبدُ الله بن عباس -رضي الله عنهما-: “إن أبغضَ الأمور إلى الله: البِدَع”. وقال المحدث والفقيه عبدُ الله بن عمر -رضي الله […]
-
«من فضائل ومحامد النبي ﷺ»
إن أحدًا من الناس مَهمَا علا فضلُه، واتسع عِلمُه وكَمُلَ عَقلُه، لا يستطيع أن يُحيط بمحاسن رسول الله -ﷺ-، ولا أن يستقصي أنواع كماله وألوان جَماله -ﷺ-، بل كلهم عاجز عن التعبير عن تلك المعاني المُحمديَّة، والصفات المصطفية، فالله تولَّى إقراءه فقال سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، وحفظ له ما أقرأه فقال: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا […]
-
«حِمَى اللَّهِ في أرْضِهِ مَحَارِمُهُ»
قال النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقول -وأهوى النعمانُ بإصبعَيه إلى أُذُنَيه- : «الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهَاتِ: كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يُوَاقِعَهُ، ألَا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألَا إنَّ حِمَى اللَّهِ […]
-
الأدب والمروءة
اعلم أن العرب قد تجعل للشيء الواحد اسمًا، وَيُسَمَّى بالشيء الواحد أشياء فإذا سنح لك ذكر شيء فاذكره بأحسن أسمائه، فإن ذلك من المروءة، وإنما المرء بمروءته؛ فالمروءة اجتناب الرجل ما يشينه، واجتنائه ما يزينه، وأنه لا مروءة لمن لا أدب له، ولا أدب لمن لا عقل له، ولا عقل لمن ظن أن في عقله […]
-
«الحُمْق و الجَهْلُ»
قسّم الله بين عباده المدارك والعقول، وجعلهم على تفاوت بيّن ، وتنوّع واضح ، فمنهم من سُلِب العقل بالكليّة، ومنهم من آتاه الله الحكمة، ومنهم بين ذلك .والإنسان محتاج إلى أن يعرف اختلاف مدارك الناس وتباين عقولهم حتى يُحسن التعامل مهم ، ويجتنب إساءتهم . من الشخصيات التي ينبغي معرفة سماتها وخصائصها وكيفية التعامل معها […]
-
«حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس وعجل السامري الذهبي»
دوما يصور الغرب الرياضة على أنها فعل تنافسي، ترفيهي، معزول تماما عن التأثيرات الدينية العميقة والانقسامية السياسية، وكانت الدلالات الثقافية لحفلات الافتتاح عبارة عن استعراض ثقافي يركز على قيم عالمية مشتركة، أو استعراض تسويقي لهوية البلد المضيف. لكن، من الواضح أن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس عبث فيه الشيطان وزخرفه لاتباعه، وأنتجوا هذا العمل […]
-
«عندما يُعلي الرّئيسَ منْ قيمةِ مواردهِ البشريّةِ! »
خلال ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ (٢٠٠٨م)، أُلغيت وفي يوم واحد فقط (٣٠٪) ﻣﻦ صفقات شركة “Barry Wehiller”؛ المورد العالمي لتكنولوجيا التصنيع والخدمات، ومقرها ولاية ميسوري الأمريكية، وأصبحت أجور عدد كبير من موﻇﻔﻴها عبأ عليهم، ﻭﻛﺎنوا ﻣﺠﺒﺮﻳﻦ على توﻓير ما يقارب العشرة ملايين دولار من مصروفات الشركة. اجتمع ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭرأى الاستغناء عن ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻤﻮﻇﻔﻴﻦ الشركة، […]
-
«مرض الجمال: كيف يؤذي الهوس بالمظهر الفتيات والنساء»
ليس سرا أن مظهر المرأة تحت المجهر باستمرار، ويجري بشكل خاطئ تذكير الفتيات والنساء بافتقارهن إلى الشكل المثالي، وانتشرت في الآونة الأخيرة اضطرابات الشهية بشكل مبالغ فيه، بل وتحولت إلى حمية غذائية يمكن لأي مراهقة تبنيها لتصل إلى الوزن المثالي، كما ارتفعت قيمة الاقتصاد القائم على مستحضرات التجميل بشكل مهول، وتزايد عدد الخاضعات لعمليات التجميل، […]
-
«استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ»
قال ﷺ:«استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: يا رسول الله إنا لنستحيي والحمد لله، قال : ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس ، وما وعى ، وتحفظ البطن ، وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا يعني […]
-
«الاعتبار بانقضاء عام من الأعمار»
ها هو عام أنقضي من أعمارنا وعام جديد أشرق علينا، وأيام الدهر ثلاثة: يوم مضى لا يعود إليك، ويوم أنت فيه لا يـدوم عليك، ويوم غدٍ مستقبل قادم لا تدري ما كتب الله -عز وجل- فيه عليك. وكم هي سريعة هذه الأيام ، وما أسرع انقضاء العمر؛ تمر السنةُ كالشهرِ ، والشهرُ كالجمعة ، والجمعةُ كاليومِ […]