-
«تِجارَةً لَن تَبورَ»
قال الله ﷻ: ﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ﴾٢٩﴿لِيُوَفِّيَهُم أُجورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفورٌ شَكورٌ﴾٣٠ [سورة فاطر] يقول العلامة السعدي (رحمه الله) في تفسيره: ﴿إنَّ الذين يتلونَ كتاب الله﴾؛ أي: يتَّبعونَه في أوامره فيمتَثِلونها، وفي نواهيه فيترُكونها، وفي أخبارِهِ فيصدِّقونها ويعتَقِدونها، ولا يقدِّمون عليه […]
-
||”البساطة الذكية” لمعالجة التحديات والتعقيدات الإدارية||
يقع قادة بعض الجهات (حكومية وشبه الحكومية) في خطأ أساسي عندما يحاولون معالجة التحديات والتعقيدات الإدارية التي تواجههم باللجوء إلى التنظير المجرد؛ إعادة الهيكلة وابتداع وحدات إدارية جديدة، واستحداث وظائف، واستقطاب كفاءات وحوافز إضافية، وغير ذلك من الحلول التي تجعل الأمر أكثر تعقيدا من ذي قبل، وأعباء مرهقة جدا للجهاز، وقدرات وإمكانات المنظمة، فلا تعد […]
-
||مخطط “الاسباجتي” وتبسيط تعقيدات في العمل||
مخطّط “الاسباجتي Spaghetti” المعروف أيضًا باسم “خريطة اسباجيتي”، أو “نموذج اسباجيتي”، يطلق أحياناً على مدى تعقيد بعض العمليات (التعاملات) وكثير من الوقت الضائع لإنهاء العمل (المهمة)، بسبب تعقيدات الهياكل والإجراءات التنظيمية. مخطّط الاسباجيتي هو أداة تصوُّر تُستخدَم في تعيين العمليّات وإظهار تدفق المعلومات والأشخاص والمنتجات (الخدمات) عبر الهياكل التنظيمية؛ يمثل كلّ جزء من تدفّق العمليّة […]
-
||زيارةُ المسؤولِ التّفقّديّةُ النّاجحةُ||
كل مسؤول وضعته الدولة -يحفظها الله- هو لخدمة المواطن والمقيم في بلادنا الغالية والعالية بإذن الله، والزيارة التفقدية تدخل ضمن مسؤولياته بهدف تجويد الخدمات وتيسيرها للجميع! زيارة المسؤول التفقدية [أميراً، وزيراً، وكيلاً، مديراً، رئيساً] يجب أن يكون الهدف بالدرجة الأولى معرفة مستوى ما تقوم به الجهة المسؤولة عنها، وما تقدمه من خِدْمات لعموم السكان (المواطنين […]
-
«مَارِسَ حَقِيقَتَك وأطمئنَ»
قد يُسيءُ بعضُ الناسِ بكَ الظنَّ، وقد يظنّكَ آخرون أطهرُ من ماءِ الغمام. ولن ينفعَكَ هؤلاءِ، ولن يضرَّكَ أولئِك. الأهمُّ والمهمُّ مارسٌ حقيقتك، وما يعلمهُ اللّهُ عنكَ. فأنتَ تعرفُ منْ أنتَ، واللّهِ أعلمُ بحالكَ ونيّتكَ. ومًا كتبهُ اللّهُ لكَ لنْ يأخذهُ غيركَ، وما كتبهُ اللّهُ لغيركَ لنْ يأتيكَ. فأصلحَ ما بينكَ وبينَ اللّهِ، ثمَّ أمضي […]
-
«التركيز جوهر الإنجاز المتميِّز»
تمرّ بالمرء أوقات يكاد يشتعل فيها نشاطاً وحماسةً وتوثّباً، ويتعجب من أين يأتيه كل هذا الوقود المشع، والمزاج المبتهج. فليعضّ على هذه الأوقات بالنواجذ، وليضاعف فيها العمل إلى أقصى الطاقة، لأنها لا تدوم، وسيعود لحال من السكون، والبرود. وهذا معنى شائع، ومعروف، ولكن الذي ينبغي إلحاقه بهذا المعنى، أن يسعى المرء لتوفير البيئة المناسبة للظفر بهذا المزاج المتوقد، والذهن المستعد للتركيز. وهكذا، فلو تستخلص من وقتك بضع ساعات كل أسبوع -مثلاً- للقيام بعمل محدد […]
-
«البَرَكَةُ»
البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء، كما تطلق على النماء والزيادة (عكس النقص)؛ فإذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير زاد نفعه، ولهذا كانت البركة امرا مهم وضروري في حياة المسلم؛ والعبد المؤمن في هذه الحياة يطمع أن يزاد في عمره على الخير وطاعة الله، وأن يبارك له في محبوباته وكل شيء في […]
-
الكسل البشري المنهجي هو الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي!!!
شهدت فئة أجهزة الذكاء الاصطناعي ازدهارًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، حيث يطُرح منتج تلو الآخر بضجة إعلامية كبيرة، ثم لا تجده يُقدّم سوى القليل من حيث الجوهر أو الوظيفة قبل أن يتلاشى بنفس سرعة وصوله، مُحققًا لأصحابه ملايين الدولارات من العملية. “كلويلي Cluely ” – “جهاز ذكاء اصطناعي غير مرئي يُساعدك على الغش في كل […]
-
«مشتت العزمات لا ظفرٌ ولا إخفاقٌ»
يقول ابن سنان الخفاجي: ومشتت العزمات ينفق عمره.. حيران لا ظفرٌ ولا إخفاقٌ! بيت موجع للغاية لمن كانت عزائمه مشتتة، تنتثر أمام عينيه كل مشاريعه نصف مكتملة، لا هي منتهية فيفرغ لما عداها، ولا هو لم يبدأ بها فينسى همها! مشتت العزمات تلقاه إذا نجح بعد حين طويل من الطلب المجمل والأخذ والرد، يحقق جزء […]
-
«نماذج للجدارة الإدارية في الإسلام»
أولى الإسلام “الجدارة الإدارية” اهتماما كبيرا وخص من يقوم بإدارة شؤون الغير على أن يكون اختياره بناء على مقاييس موضوعية، وإحسان العمل (جدارة) من خلال كافة مراحل الادارة أو مراحل الانتاجية (الخدمة)، بحيث يكون المخرج النهائي في أحسن صورة [يحقق المستهدفات والرغبات]. فالله -ﷻ- يحب الإحسان في كل شيء والأداء بأحسن كفاءة ممكنة، والقدرة هي […]
-
||اختيار الأكفاء للمناصب||
نظرًا لثقل الأعباء المنوط بها ولاة الأمور فإنه لا يستطيع وحده القيام بتدبيرها جميعًا، ولذلك كان من الواجبات الفرعية اختيار المعاونين والوزراء الأكفاء للمناصب القيادية وغيرها، فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله –ﷺ- :《إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به […]
-
«خَطيئةُ الكِبْرِياء»
الكبرياء هو تَقْدير الذَّات تَقْديرًا مُتجاوِز الحَدّ، وشُعورٍ مُفْرِط بقيمته وأَهمِّيَّته بحيث يعتبر نَفْسَه أَفْضل من غيره ولا يرى لأَحَد عليه حَقًّا. وجاء في كتاب رياض الصالحين، للإمام النووي -رحمه الله- عدد من الأحاديث عن الأكبر والإعجاب بالنفس: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، […]
-
||الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة، والظلم||
كان النَّبيُّ -ﷺ- كثيرَ الدُّعاءِ لربِّه، وقد علَّم أمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ النافعةِ لهم، ومنها قوله -ﷺ-: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم وأظلم» أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة. وفي رواية:« … من الفقر، والفاقة، والقلة، والذلة، والعيلة …». قوله-ﷺ-:«اللَّهم إني أعوذ بك من الفقر» […]
-
الإجراءات الجمركية ودعوى مساعدة الطبقة المتوسطة الأمريكية؟!
“لقد كان على الطبقة المتوسطة الأميركية أن تتعامل مع كل هذه الاضطرابات بمفردها، ودون شبكة أمان اجتماعي، أدى هذا إلى أشياء لم نشهدها من قبل، مثل: أزمة المواد الأفيونية، ووباء السمنة، وإفلاس المؤسسات الطبية؛ حيث يضطر الناس إلى التقدم بطلب الإفلاس بسبب الديون الساحقة للمؤسسات الطبية، والديون الطلابية الضخمة، وارتفاع معدلات التشرد والوفيات بسبب اليأس؛ […]
-
«نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، بَغَيْرِ إِثْمٍ، ولا قَطْعِ رَحِمٍ»
يروي عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ أنه خَرَجَ رَسُولُ الله ﷺ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ فقال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ، أو الْعَقِيقِ فَيَأخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، بَغَيْرِ إِثْمٍ، باللهِ عزّ وجل ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟». قالُوا: كُلُّنا يَا رَسُولَ اللهِ، قال ﷺ: «فَلأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إلى المَسْجِدِ فَيَتَعَلَّم آيَتَيْنِ […]
-
«العلم العظيم والحقِّ المبين»
قال الله ﷻ: ﴿ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ هُدًى لِلمُتَّقينَ﴾ [البقرة: ٢]. قوله: ﴿ذلك الكتاب﴾؛ أي: هذا الكتاب العظيم، الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم والحقِّ المبين. ﴿لا ريب فيه﴾ فلا ريب فيه ولا شكَّ بوجه من الوجوه، ونفي الرَّيب عنه يستلزم ضده إذ […]
-
||أربعة رهط يتناقشون مسألة العولمة||
اجتمع أربعة رهط يتناقشون في مسألة العولمة، وانقسموا إلى أربعة أقسام؛ ناظر في التاريخ، وناظر في الفقه، وناظر في السياسة والحركة، وطالب علم يتصيد الحكمة، وقام كلّ يدلي بحجته ويتحفظ على رأي الفريق الآخر، وما يلي بيان رأيهم وملخص حججهم: قال الأول: العولمة والتنمية مسائل هامة، وما هي إلا تمظهر لمنطلقات فكرية وأسس مفهوماتية، وإنه […]
-
التحدي الاقتصادي الذي يواجه العالم الإسلامي في ظل الحرب التجارية العالمية
مع أن الاقتصاد الربوي قد أنشب أنيابه بقوة في كل أنحاء الجسد البشري على المستوى العالمي مبتلعاً في طياته الأفراد والشعوب، سواء منها الإسلامية وغير الإسلامية، إلا أن بعض الجهود – ولو على نحو ضئيل – للتخلص شيئاً فشيئاً من براثن بعض تلك الأنياب الحادة، من خلال المصارف الإسلامية وبعض المؤسسات الاقتصادية القائمة على المنهج […]
-
«الدُّعَاءُ بِالْعَافِيَةِ»
سؤال الله العافية، أي بدوامها واستمرارها من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها؛ فإذا عفيت في دينك ودُنْياك، يسَّرَ الله لك شؤون حياتك، وستر عوراتك، وأمن روعاتك، وسلَّمك من فجاءة النقمة والحوادث، ومن شر الفواجع والكوارث، ونجوت بإذن الله من فتن الشُّبُهات، وفتن الشهوات. فعن ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَنْ […]
-
«المسؤول طيب وحبوب وكريف»
حين تُطرح معضلة ما في جهاز ما، يعاني منها جمع من المواطنين، إما كتابة في مقالة أو نقاش في حضور يأتي من يقول لك: «ترى معاليه رجل طيب وحبوب وشغيل، يكرف من الصبح حتى أهله ما يشوفونه إلا في الصور!». ولست أعلم لماذا يعتقد البعض أن طرح مشكلة أو مشكلات يعني أن الشخص المسؤول سواء […]
-
تغايير التيوس في “وسائل التواصل اللا اجتماعية”…؟!
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: «اسْتَمِعُوا عِلْمَ الْعُلَمَاءِ، وَلا تُصَدِّقُوا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمْ أَشَدُّ تَغَايُرًا مِنَ التِّيُوسِ فِي زُرُبِهَا» إنّا لنعلَمُ يقيناً، أنّ خطاب خبر الأمة هاهُنا؛ إنّما يتوجّه نحو (علماءَ) القرون الأُولى ممن حازوا السّابقة في الفضيلة، على النحو الذي أظفرهم «الخيريّة» بكلّ حمولتها الدّالةِ على الاصطفاءِ تفضيلاً! […]
-
«الطوافون سرَّاق الأوقات»
العقل كأسٌ يأبَى إلا أن يُملأ، فإن دَفَقْت عليه صافي العلومِ ونبيلَ الفِكَر، فاض على قلبك وجوارحك بالفضائل ومحاسن الأخلاق، وإن أهملتَه مُلئ بعَكِر الأفكار وآجِنها وأسوأ الخصال؛ فوثب عليك وَثْبَ الصائل. يطوِّف علينا وباختيارنا عالمٌ بعلمه، وأديب بأدبه، وقارئٌ ينثر درَّ قرأته للكتب المفيدة. كذلك يطوِّف علينا سرَّاق النفائس -نعني سُرَّاق الأوقات والأخلاق والرضى- […]
-
||كلمة “الذكاء الاصطناعي” الطنانة||
“تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مجرد نماذج إحصائية مبرمجة تستخدم الرياضيات لاستنتاج الأنماط دون وجود ذكاء حقيقي”. في الوقت الذي كانت الحقيقة والواقع الموضوعي -على الرغم من تآكلهما بشكل كبير وتقويضهما باستمرار- لا يزالان يعنيان شيئًا و مؤثرين؛ حتى الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI “سام ألتمان”، ثاني أسوأ رجل في مجال التكنولوجيا بعد “إيلون ماسك”، كان عليه أن […]
-
«حجة البليد مسح السبورة»
هذا المثل القديم: «حجة البليد مسح السبورة»، يربط بين “البلادة” والتحجج بمسح “السنبورة”؛ تلك السبورة الخضراء أو السوداء ذات الطبشور المعفر، وأظنها الآن أصبحت «سبورة فوشيا» فائقة الذكاء تناسب العصر… على كل حال، الأمثال الشعبية نتاج تَجَارِب، ولها دلالات؛ وبعيداً عن التعليم و”السَبَابِير”، هذا المثل يضرب أيضاً عندما تخرج الحجج الواهية (التضليل) لتسويغ الفشل (الخسارة) […]