-
〘الله هو الْوَكِيلُ〙
الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، ومن عمل صالحا هداه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر باتخاذ الأسباب، وأجزل للمتوكل عليه الثواب. دعا الله -سبحانه- عباده إلى التوكل عليه وحده، وجعل ذلك دليل الإيمان، قال -تعالى-: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل:9]، وقال: {وَعَلى الله […]
-
«والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة»
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله -ﷺ- ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر-رضي الله عنهما- فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا، والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوما فقاما معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما […]
-
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}
قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾. قال ابن عاشور -رحمه الله-: الوقوع في هذه الحالة ناشئ من تزيين الشيطان له سوء عمله، فالمزين للأعمال السيئة هو الشيطان، قال تعالى: ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ […]
-
«إنها أمانة، ويوم القيامة خزي وندامة»
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» رواه مسلم. إن المناصب وإن علت، والوظائف وإن صغرت، تكليف شاق وحمل ثقيل لِما فيها مِن مسؤوليَّة عظيمة، […]
-
{سورة الأنعام}
سورة الأنعام هي السورة المكية الأولى في ترتيب المصحف الشريف، فهي تأتي بعد سورة البقرة وآل عمران، والنساء، والمائدة، وهنّ مدنيات جميعهنّ، وكان نزول سورة الأنعام في السنة الرابعة للهجرة، بعد الجهر بالدعوة في مكة المكرمة. وتتألّف من 165 آية، وقد انفردت هذه السورة بكونها نزلت جملة واحدة، وقد شيّعها الملائكة؛ لاشتمالها على أمور هامة؛ […]
-
«حفظ ماء وجه صاحب الحاجة»
جاء في «العقد الفريد» لابن عبد ربه الاندلسي ما حكاه الأصمعي عن جود الصحابي سعيد بن العاص -رضي الله عنه- قال: “كان سعيد بن العاص يسمر معه سماره إلى أن ينقضي حين من الليل، فانصرف عنه القوم ليلة ورجل قاعد لم يقم، فأمر سعيد بإطفاء الشمعة وقال: حاجتك يا فتى؟ فذكر أنّ عليه دينا أربعة […]
-
《الأصول الأخلاقية للمستشار وتحدياتها وكيفية معالجتها》
إن السلوك الأخلاقي للمستشار ليس مجرد ضرورة، بل هو عنصر أساسي في بناء الثقة، وقيمة مضافة له، وامتياز للعمل الاستشاري المؤتمن، وعموماً يجب أن يكون لدى المستشارين مجموعة من المبادئ والقيم التي توجه تصرفاتهم المهنية بعيداً عن السلوكيات اللاأخلاقية، التي غالباً ما تكون ذاتية، ومن المفيد الاطلاع على حالات تساعد على تعزيز الفهم، سواء كان […]
-
《نصائح للمستشارين الشباب والمحترفين من خبير في المجال الاستشاري》
وجه الخبير والمستشار التنفيذي “فرانك دانسارت” في مجال الاستشارات التجارية، رسالة إلى المستشارين الشباب والمحترفين، قدم فيها مجموعة من النصائح والتوجيهات من الدروس التي تعلمها من العمل مع مستشارين أكثر خبرة واستثنائية، بعض الممارسات الجيدة التي جربها في حياته المهنية. [تصلح أيضاً للجهات التي تتعامل مع الاستشاريين]. النصيحة الأولى: افهم المشكلة جيداً ترتبط الاستشارات ارتباطاً […]
-
«الاختلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية»
الخلاف في الرأي والرؤى والاختلاف نتيجة طبيعية للتفاعل البشري تبعاً: – لاختلاف الأفهام. – تباين العقول. – تمايز مستويات التفكير. الأمر غير الطبيعي أن يكون الخلاف في الرأي : – بوابةً للمخاصمة. – مفتاحاً للعداوات. – شرارةً توقد نارَ القطيعة. الآراء “للعرض”، وليست “للفرض”، و “للمعرفة”، وليست “للإلزام”، و “للتفاعل”، وليست “للتصارع”. العقلاء ما زالوا […]
-
«نبذِ الأنداد من تمام العبادة والتعظيم والمحبة لربّ العباد»
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾ [البقرة:165]. إنّ من تمام العبادة والتعظيم والطاعة والمحبة لله تعالى ألا يتخذ العبدُ ندًّا له سبحانه؛ سواء كان مَلَكًا، أو نبيًا، أو صالحًا، أو صنمًا، أو متاعًا أو غير ذلك، والند هو: “النظير المناوئ، تقول: فلان ند […]
-
ضرر خلق أشخاص موافقين دائماً!
ورد في معجم “ميريام وبستر”، أن “الرجل الموافق Yes-Man” هو: “الشخص الذي يؤيد أو يدعم دون انتقاد كل رأي أو اقتراح يقدمه زميل أو رئيس”؛ موافق دائماً. هؤلاء الأشخاص هم في الغالب من صناعة المديرين والقادة؛ عندما يصبح الاختلاف مع المدير أو الرئيس أمر غير ممتع (مريح)، فأن أي شخص يمكن أن يصبح شخصًا يوافق […]
-
«لا سموَّ بلا دين، ولا دينَ بلا خُلُق»
إن الأخلاق أصول الحياة؛ سُئل النبي – ﷺ-: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: «خُلُقٌ حَسنٌ». ولك أن تصغي إلى هذا السرد النبوي في فضائل الأخلاق: فعن عمير بن قتادة رضي الله عنه: سُئل رسول الله -ﷺ-: «أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا». وقال -ﷺ-: «لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ». وقال-ﷺ-: […]
-
كتاب «المستجاد من فعلات الأجواد»
مدح أبو طالب النبيَّ محمد -ﷺ-، فقال فيه: وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوَجهِه… ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ. يعني أنه يطعم اليتامى، ويعصم الأرامل مما يسوءهن، وكان هذا خُلُقه -ﷺ- قبل النبوة وبعدها، غير أنه بعد النبوة والوحي صار هذا خُلُق أمة لا يزال فيها الخير. ولما كان جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما- يعيل يتيمات اشترى […]
-
« المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا»
قال -ﷺ-: «ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ» في هذا الحديث بين لنا النبي -ﷺ- أحوال المؤمنين مع الله، وأوضح أن المؤمن بشر يصيب […]
-
البصيرة
حقيقة البصيرة فإنها ما يكون به اتضاح الحق من الباطل، وإدراك الأمور على حقائقها، فهي اسمٌ للإدراك التام الحاصل في القلب، وأصل ذلك من الظهور والبيان، والله -تبارك وتعالى- وصف هذا القرآن بأنه بصائر {هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)} [سورة الجاثية]، أي: أدلةٌ، وهدى، وبيان يقود إلى الحق، ويهدي إلى الرشد. والبصيرة […]
-
«البرَكةُ مع أكابِرِكم»
ما المقصود بالبركة التي تكون مع الأكابر؟ أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى كيفية الحصول على الخير والبركة في كل أمورهم، بالرجوع إلى المجربين من كبار السن الذين خبروا الحياة، فيقول صلى الله عليه وسلم: «البرَكةُ مع أكابِرِكم»؛ «البرَكةُ» هي النمو والزيادة في الخير، حاصلة «مع أكابِرِكم»، من الشيوخ والعاقلين من متقدمي السن […]
-
《مبدأ “OHIO” لمستقبل مهني أفضل!》
النجاح لا يأتي فقط من العمل الشاق والتخطيط الدقيق (رغم أهمية كلاهما)، النجاح يعتمد في جزء كبير منه على طريقة التفكير السليمة؛ أي التركيز على النتائج التي نطمح إلى تحقيقها بدلاً من التركيز على عدد الساعات العمل، كما يشير إلى ذلك كتاب “الإنتاجية القصوى Extreme Productivity ” لمؤلفه Robert C. Pozen. كثير من المهنيين يجدون […]
-
الأدب والمروءة
اعلم أن العرب قد تجعل للشيء الواحد اسمًا، وَيُسَمَّى بالشيء الواحد أشياء فإذا سنح لك ذكر شيء فاذكره بأحسن أسمائه، فإن ذلك من المروءة، وإنما المرء بمروءته؛ فالمروءة اجتناب الرجل ما يشينه، واجتنائه ما يزينه، وأنه لا مروءة لمن لا أدب له، ولا أدب لمن لا عقل له، ولا عقل لمن ظن أن في عقله […]
-
«الحُمْق و الجَهْلُ»
قسّم الله بين عباده المدارك والعقول، وجعلهم على تفاوت بيّن ، وتنوّع واضح ، فمنهم من سُلِب العقل بالكليّة، ومنهم من آتاه الله الحكمة، ومنهم بين ذلك .والإنسان محتاج إلى أن يعرف اختلاف مدارك الناس وتباين عقولهم حتى يُحسن التعامل مهم ، ويجتنب إساءتهم . من الشخصيات التي ينبغي معرفة سماتها وخصائصها وكيفية التعامل معها […]
-
«مرض الجمال: كيف يؤذي الهوس بالمظهر الفتيات والنساء»
ليس سرا أن مظهر المرأة تحت المجهر باستمرار، ويجري بشكل خاطئ تذكير الفتيات والنساء بافتقارهن إلى الشكل المثالي، وانتشرت في الآونة الأخيرة اضطرابات الشهية بشكل مبالغ فيه، بل وتحولت إلى حمية غذائية يمكن لأي مراهقة تبنيها لتصل إلى الوزن المثالي، كما ارتفعت قيمة الاقتصاد القائم على مستحضرات التجميل بشكل مهول، وتزايد عدد الخاضعات لعمليات التجميل، […]
-
«استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ»
قال ﷺ:«استحيوا من الله حق الحياء، قلنا: يا رسول الله إنا لنستحيي والحمد لله، قال : ليس ذاك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس ، وما وعى ، وتحفظ البطن ، وما حوى ، ولتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا يعني […]
-
«الاعتبار بانقضاء عام من الأعمار»
ها هو عام أنقضي من أعمارنا وعام جديد أشرق علينا، وأيام الدهر ثلاثة: يوم مضى لا يعود إليك، ويوم أنت فيه لا يـدوم عليك، ويوم غدٍ مستقبل قادم لا تدري ما كتب الله -عز وجل- فيه عليك. وكم هي سريعة هذه الأيام ، وما أسرع انقضاء العمر؛ تمر السنةُ كالشهرِ ، والشهرُ كالجمعة ، والجمعةُ كاليومِ […]
-
«عندما كان الهاتف مربوطاً بسلك، كان الناس أحراراً»
هذه العبارة معبرة، لا أعرف كاتبها، ولكنها ذات معنى حقيقي. الذي نشأ مع الهواتف السلكية، يعرف بالتأكيد ماذا تعني هذه العبارة «عندما كان الهاتف مربوطاً بسلك، كان البشر أحراراً»؛ تعني أنه إذا لم تكن في المنزل بالقرب من الهاتف (أو في المكتب)، فلن تتلقى المكالمات والطلبات التي تفرضها بعض المكالمات عليك، حتى لو كانت تستهلك […]
-
«اللجاجة والجدل العقيم»
في الناس قوم لا ينفع فيهم الجدل والمناقشة، فمن الحمق أن نضيع وقتنا وجهدنا في جدلهم ومناقشتهم. إن الجدل الناجح، والمناقشة التي تؤدي إلى نتيجة معناها أن هناك شيئًا من الأساس متفقًا عليه، ومن المبادئ مسلمًا به، فإذا لم يكن ثم أساس ولا مبادئ، فالجدل ضرب من العبث. إذا كان خصمك يريد الغلبة بالحق وبالباطل، […]